في تصعيد غير مسبوق، شهد سوق باب السلام التاريخي، أحد أهم المراكز التجارية في العاصمة اليمنية صنعاء، إضرابًا شاملًا وعامًا اليوم الأربعاء.
ويأتي التحرك الاحتجاجي رفضًا للسياسات الضريبية والجمركية الجديدة التي فرضتها مليشيا الحوثي على قطاع تجارة الأقمشة والملابس، والتي وصفها التجار بـ"الجائرة والمدمرة للاقتصاد".
حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها بالكامل في سوق باب السلام، الذي يُعتبر شريانًا حيويًا للحركة التجارية في صنعاء، تلبية لدعوة النقابة العامة لتجار الملابس والأقمشة والأحذية.
ويمثل هذا الإضراب استمرارًا لموجة الاحتجاجات التجارية التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، لكنه يتميز هذه المرة بتوسع نطاقه ليصل إلى ذروته.
وفي خطوة تصعيدية، أعلنت النقابة عن توسيع دائرة الاحتجاج لتشمل ثمانية قطاعات تجارية إضافية، دعتها إلى الانضمام للإضراب الشامل الذي من المقرر أن يستمر لمدة ثلاثة أيام.
ويهدف هذا التحرك إلى الضغط على سلطات الحوثي للتراجع عن قراراتها الأخيرة، وعلى رأسها القرار الصادر عن ما يسمى بـ"وزير المالية" في حكومة الحوثي غير المعترف بها، والذي قضى بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الملابس المستوردة، وهو ما يعتبره التجار ضربة قاضية لنشاطهم.
في بيان لها، وصفت النقابة العامة للتجار الإجراءات الجديدة بأنها "رسوم جائرة وجبايات متكررة" تحت مسميات مختلفة، أثقلت كاهل السوق المحلي وكبدت التجار خسائر فادحة.
وأوضح البيان أن هذه السياسات لا تهدف إلى تنظيم السوق، بل إلى فرض المزيد من الأتاوات على قطاع يعاني بالأساس من ظروف اقتصادية صعبة.
وحذرت النقابة من أن استمرار هذه الضرائب سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، وخاصة الملابس، مما سينعكس سلبًا على القدرة الشرائية للمواطن اليمني الذي يعاني أصلاً من تدهور معيشي حاد.
كما حذرت من أن هذه الإجراءات قد تدفع عددًا كبيرًا من التجار إلى الإفلاس وإغلاق محلاتهم بشكل نهائي، مما يزيد من معدلات البطالة والركود الاقتصادي.
يُعتبر هذا الإضراب الشامل أبرز تحدٍ تواجهه مليشيا الحوثي على الجبهة الاقتصادية منذ فترة، حيث يعكس حجم الغضب المتنامي في أوساط قطاع الأعمال من سياسات الجباية والضرائب غير المنطقية.
وسيكون لنجاح هذا الإضراب وتوسعه تداعيات كبيرة على قدرة المليشيا على السيطرة على الاقتصاد المحلي، وعلى الأوضاع المعيشية لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على هذه الأسواق في تلبية احتياجاتهم اليومية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news