بحفر الأنفاق والخنادق في عدة مناطق.. عصابة الحوثي تستعد لمرحلة تصعيد تصفها بالحاسمة
كشفت مصادر حوثية عن استعدادات قتالية تقوم بها عناصر الجماعة الإرهابية في مناطق عدة، استعدادًا لما يصفونه بالمرحلة أو الجولة الحاسمة من القتال ضد ما يسمونه "العدو".
وأظهر القيادي الحوثي والناطق الميداني والسياسي للجماعة، نصر الدين عامر، في فيديو مسجل، تلك الاستعدادات، والتي تحدثت عنها مصادر عدة مسبقًا، مشيرة إلى عمليات حفر أنفاق تحت الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء، وعمران، والحديدة، وصعدة، بالإضافة إلى مناطق جبلية في محافظات خاضعة لسيطرة الجماعة.
وأكد القيادي الحوثي عامر أن جماعته تستعد للقتال بما يتاح لديهم، مشيرًا إلى حفر أنفاق وبناء تحصينات وخنادق في عدة محافظات، بما في ذلك كهوف وغرف محصنة داخل وتحت عدد من الجبال. وأضاف أن حملة إغلاق حساباتهم على مواقع التواصل من قبل "واعي" تمثل بداية المرحلة الجديدة، وفق وصفه.
وأكدت مصادر محلية عدة لـ"المنتصف" استمرار عمليات حفر الأنفاق وبناء التحصينات من قبل الحوثيين تحت إشراف مباشر من خبراء تابعين لمليشيات حزب الله اللبناني، في أمانة العاصمة صنعاء ومحيطها.
وأوضحت المصادر أن تلك العمليات مستمرة في مناطق صرف بمديرية بني حشيش، ومديرية بني الحارث شرق مطار صنعاء الدولي، ومنطقتي وادي ظهر وضلاع همدان بمديرية همدان، وفي مناطق متفرقة بمديرية بني مطر المتصلة بأمانة العاصمة، مثل منطقة المساجد ومنطقة الصباحة.
وحسب المصادر، تقوم الجماعة بحفر أنفاق وكهوف في مناطق جبلية محيطة بصنعاء، وأخرى في محافظة عمران الواقعة بين صنعاء وصعدة، تركزت بشكل مكثف في مديرية حرف سفيان، بينما تضم صعدة أكبر شبكة من الأنفاق والكهوف والخنادق التي تم إنجازها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلى جانب ما تم بناؤه منذ الحروب الستة قبل الانقلاب.
وشهدت مدينة الحديدة، مركز المحافظة الواقعة على ساحل البحر الأحمر غرب البلاد، أعمالًا إنشائية قتالية تنفذها وحدات خاصة في تشكيلات الجماعة تحت إشراف خبراء من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وتمتد تلك الأعمال من وسط الحديدة، وتحديدًا من مديريتي الحوك والميناء، إلى مديرية الصليف شمالًا، وباتجاه مديرية الدريهمي جنوب المدينة، مع استمرار الحفريات على طول الطريق الدولي الرابط بين الدريهمي ومديرية زبيد، ومنها باتجاه مديرية التحيتا القريبة من مناطق التماس في مديرية حيس.
وذكرت المصادر أن التعزيزات الحوثية وصلت مؤخرًا إلى جنوب الحديدة وتمركزت في المزارع المحيطة بمدينة زبيد، وبدأت بتنفيذ تحصينات قتالية وحفر خنادق متوازية بالاتجاهين الشرقي والغربي، بهدف نقل التعزيزات والأسلحة باتجاه التحيتا وصولًا إلى سواحل البحر الأحمر.
وكشفت مصادر محلية في الحديدة أن الحوثيين حفروا خندقًا يحيط بمدينة الحديدة يربط بين الدريهمي جنوبًا والصليف شمالًا، بهدف عزل الميناء وتطويقه.
وحولت الجماعة مناطق تمركزها القتالي في المحافظات المسيطر عليها إلى شبكة أنفاق وخنادق متشابكة، كما قامت ببناء مخازن وغرف محصنة، كما هو الحال في منطقة الحوبان شرقي تعز، وحاليًا في جبال السياني وذو السفال بمحافظة إب.
وتأتي هذه الاستعدادات القتالية بالتزامن مع تحركات المبعوث الأممي لليمن، هانز غروندبيرغ، تحت مسمى العودة لمباحثات السلام وفق خريطة الطريق السعودية، والتي تتزامن أيضًا مع تحركات إيرانية في القرن الأفريقي وصولًا إلى السودان، وسعيها لتحويل العراق إلى مركز لتصنيع أسلحة مرتبطة بالحوثيين، بهدف تطويق الخليج وطرق الملاحة الدولية الممتدة من الخليج العربي مرورًا بخليج عمان والبحر العربي وخليج عدن وصولًا إلى باب المندب والبحر الأحمر وسواحل شرق إفريقيا، ما قد يؤثر على قناة السويس ويهدد الملاحة في البحر المتوسط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news