في جريمة نادرة من نوعها وصدمة للمشاعر الإنسانية، كشفت مصادر محلية في محافظة إب (وسط اليمن) عن قيام مليشيا الحوثي باحتجاز جثمان مواطن يمني في ثلاجة الموتى بمستشفى الثورة، ورفض تسليمه لذويه إلا مقابل دفع فدية مالية قدرها نصف مليون ريال يمني.
ووفقاً للمصادر، فإن الضحية هو المواطن "إسماعيل شمسان عبادي صالح الحداد"، الذي كان على وشك أن يبدأ حياة جديدة، إذ قُدّر له أن يفارق الحياة صبيحة يوم جمعة، وهو اليوم المحدد لإقامة حفل زفافه في منطقة بني شبيب التابعة لمديرية حبيش شمالي المحافظة.
تفاصيل المأساة
أوضحت المصادر أن فرحة العريس وأسرته تحولت إلى حزن وألم كبيرين بعد العثور عليه جثة هامدة. وعلى الفور، أبلغت الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا بالحادث، فما كان من "ما يسمى المباحث" إلا أن أرسلت فريقاً أمنياً إلى المنطقة للتحقيق في ملابسات الوفاة.
وبعد إجراء تحقيقات ميدانية، خلصت المليشيا - بحسب المصادر نفسها - إلى أن العريس الشاب "إسماعيل" قد أنهى حياته بيده، بسبب الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها، والضغوط النفسية الناتجة عن ديون كبيرة استدانها من أجل توفير تكاليف زواجه، والتي عجز عن سدادها.
من التحقيق إلى الابتزاز
بدلاً من تقديم الدعم النفسي لأسرة الضحية ومعاملتها بمأساوية الحدث، قامت مليشيا الحوثي بتحويل المأساة إلى فرصة للابتزاز المالي. فقد قامت بنقل الجثمان إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الثورة بمدينة إب، ورفضت الإفراج عنه أو تسليمه إلى أهله لدفنه وفق الشعائر الدينية.
وطلبت المليشيا من أسرة الفقيد دفع مبلغ "نصف مليون ريال يمني قديم" (ما يعادل حوالي 1000 دولار أمريكي)، مدعية أن هذا المبلغ يمثل "أجرة التحقيق وتكاليف الحملة الأمنية" التي أرسلتها إلى المنطقة، وهي ذريعة وصفها مراقبون بأنها "تسول" و"ابتزاز" معاناة، وتعتبر انتهاكاً صارخاً لأبسط مبادئ الإنسانية والدين التي تكرم الميت وتسرع في دفنه.
جريمة ضمن سلسلة انتهاكات
تأتي هذه الواقعة لتكشف عن نمط متصاعد من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تُستخدم الأجهزة الأمنية كأداة لقمع المواطنين وابتزازهم مالياً.
وتعتبر هذه الجريمة استمراراً لسياسة المليشيا القائمة على استغلال معاناة الناس وتحويل حتى أحلك الظروف إلى مصدر للإيرادات المالية غير المشروعة، مما يزيد من معاناة اليمنيين الذين يعيشون أصلاً ظروفاً اقتصادية وإنسانية كارثية.
ولا يزال جثمان العريس "إسماعيل الحداد" محتجزاً حتى الآن، بينما تقع أسرته في حيرة بين ألم الفقد وضغط الابتزاز، في مشهد يعكس تفشي الفوضى وانعدام القيمة الإنسانية في مناطق سيطرة المليشيا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news