قال رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح، الدكتور أحمد حاله، إن علاقة اليمن والصين التاريخية الممتدة عبر طريق الحرير القديم، أرست أساسًا متينًا للشراكة الاستراتيجية اليوم بين البلدين.
وأكد حاله، في الكلمة التي القاها الثلاثاء، في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، المنعقد في العاصمة الصينية بكين، على متانة العلاقات اليمنية الصينية، رغم ما تمر به اليمن من حرب مدمرة أشعلتها جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، والتي حولت اليمن إلى سجن كبير وأهدرت موارد الدولة ومؤسساتها، وأصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الدوليين.
وأوضح أن الموانئ اليمنية، كانت جسرًا للتجارة والثقافة قديمًا، فيما يأتي هذا الاجتماع، لبناء جسور جديدة من المعرفة والخبرة مع الأصدقاء الصينيين.
وعبر عن سعادته لتمثيل الإصلاح، هذه المناسبة، متحدثًا في إطار البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الاقتصادي الصيني العربي القائم على الروابط التاريخية العريقة والإرادة المشتركة بين الأمة الصينية والأمة العربية، والهادف إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الأمتين.
وأشار حاله، إلى ما يشهده العالم من تحولات عالمية، تفرض على الجميع إيجاد مسارات حديثة وطنية وعالمية مستقلة.
وأشاد بالتجربة الصينية كنموذج فريد يُحتذى به، منوهاً بتأكيدات فخامة الرئيس شين حين بينغ، في الجلسة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني على أهمية الانفتاح وتعميق الإصلاح الشامل ودفع عجلة التحديث، وهي رؤية استراتيجية كبيرة للصين يمكن للعالم الاستفادة منها.
كما نوه بالمبادرات التي أطلقها الرئيس بينغ، كمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية والحوكمة، واعتبرها تشكل جزءًا من "الحكمة الصينية" في التعامل مع تحديات العصر، وتقدم رؤية شاملة للحوكمة العالمية القائمة على التعاون والتنمية المشتركة، وتعزز السلام العالمي، وتدعم بناء نظام دولي أكثر عدلًا وإنصافًا، وتلتقي مع التطلعات اليمنية والعربية في تحقيق الاستقرار والازدهار.
وأكد رئيس الدائرة السياسية للإصلاح، أعلى أهمية تحقيق الاستفادة المرجوة، من خلال تبادل الخبرات في الحكم والإدارة بين الصين والدول العربية على عدة محاور أبرزها، التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد عبر دراسة منهجيات التخطيط التنموي لضمان استدامة المشاريع الكبرى، والإدارة الرشيدة ومكافحة الفساد من خلال تبادل آليات الحوكمة الحديثة لتعزيز النزاهة وتحسين بيئة الاستثمار، والحوكمة الرقمية والابتكار بالاستفادة من الخبرة الصينية الرائدة في التحول الرقمي لتسهيل الخدمات الحكومية وتعزيز الشفافية، وبناء نظم ابتكار وطنية تخدم أهداف التحديث التكنولوجي والاقتصادي.
وقال حاله، إن التحديث المنشود هنا ليس مجرد نقل للتجارب، بل هو عملية مشتركة لإثراء الرؤى وتكييف الأساليب، لإيجاد مسارات تنموية ذات خصوصية عربية تستفيد من تجارب العالم، وفي مقدمتها التجربة الصينية الفريدة، معتبراً أن هذا التعاون سيعزز بشكل مباشر نجاح مبادرة "الحزام والطريق" لتكون مشاريع البنية التحتية مدعومة ببنية مؤسسية قوية وفعالة.
وأعرب عن أمله، في أن تُترجم هذه الرؤى إلى برامج عمل ملموسة لأننا نؤمن بأن المستقبل يُبنى بالتعاون، وتبادل خبرات الحكم والإدارة، وقال إنه الجسر الذي يُمكن من عبور تحديات الحاضر وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا لشعوبنا، حيث تسير كل دولة على طريق التحديث الخاص بها، ولكنه طريق يضيئه نور الصداقة والشراكة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news