ما يجمع بين الإمارات والعراق اكبر من مباراة.
قبل 3 دقيقة
وانا أشاهد على التلفاز وقائع مباراة كرة القدم بين منتخبي الامارات والعراق التقطت قبل صافرة الشوط الأول ارتفاع لافتة كبيرة على مدرجات ملعب جذع عمتنا النخلة بمدينة البصرة تقول (اهلا بمنتخب الإمارات وجمهوره الكريم )
حقا كان ترحيبا واحتفاءا كبيرين بحجم خزين الذكريات العذبة والتاريخ المشترك بين الشعبين الشقيقين والذي لم تفرق بينهما اصعب منحنيات السياسة في الاقليم اذ بقيت هذه العلاقة التاريخية صامدة تتسم بالثبات والرسوخ والازدهار.
قبل سنوات ذهبت في شهر رمضان مع صديق اماراتي للسلام على رجل الاعمال الاماراتي المرحوم ابراهيم بن حمد عبيدالله في داره الواقعة في دبي وفي مجلسه العامر بالطيب والكرم والترحيب بالجميع قال رحمه الله كنا في منتصف القرن المنصرم نذهب إلى البصرة للتجارة وكنا تردد بيننا عبارة (الما يزور البصرة تبق في قلبه حسرة) وامس تذكرت عبارته وانا استمع لشابة اماراتية تخرج من الملعب بعيد انتهاء المباراة لتقول لمراسل تلفزيوني شنو الفوز شنو الخسارة نحن فزنا بضيافة واحتفاء شعب باكمله وغمرونا بكرم الضيافة وارقى تعابير الترحيب هلا ومراحب هلا وغلا بعيال زايد، ثم معلق اماراتي شهير يردد هذا العراق العظيم بحبه وكرمه نحو الامارات وضيوفه نحن بين اهل واخوة حملونا بوشاح لن ننساه.
اتذكر قبل سنتين كانت لدي مراجعة ادارية تحتاج الى عون وتفهم في احدى ادارات دبي الامارة المعروفة بتحضرها وتطورها واذا الموظف الاماراتي المكلف بهذا العمل عندما عرفني من لهجتي العراقية قال تعال اخوي هلا باهل العراق!!
لقد كان العراق من اوائل الدول التي دعمت استقلال الامارات وجذور العلاقة بينهما متشابكة من عناصر التاريخ والعاطفة والاخوة والدفيء وقد كان لدولة الامارات العربية المتحدة وقفتها المشرفة نحو شعب العراق ابان فترة الحصار والعقوبات الدولية القاسية ضد العراق فقد ذهبت سفن الشيخ زايد رحمه الله وطيب الله ثراه والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبحرة نحو موانيء البصرة التي استضافت المباراة تحمل الغذاء والدواء والقرطاسية لتلاميذ العراق وتحملت الامارات بصبر وحكمة سهام النقد من البعض الى حد انهم وصفو الامارات بانها تنتهك العقوبات الدولية!!
عندما يقف سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة رعاه الله قبل سنوات في احتفالية في ابوظبي ومع كل زخم النجاح والزهو بعظمة المنجز التنموي لبلده يقف بكل تواضع ورفعة الكبار ليخاطب الحضور نحن لا ننسى مساهمة رجالات العراق في بناء الادارة والدولة عند تاسيسها وهنا حدثني عن كبر النفوس وتواضعها ووفائها وهي صفة راسخة في ثقافة اهل الامارات.
وقبل ذلك عندما كان العراق يقاتل دفاعا عن البوابة الشرقية وقفت الامارات حكومة وشعبا لمساندة العراق وشخصيا شاهدت الشيخ محمد بن زايد عندما كان في الثمانينات من القرن الماضي رئيسا لاركان القوات المسلحة في نادي الضباط القادة في الاعظمية ببغداد يتناقش مع قادة القوات المسلحة العراقية عن سير الحرب وكانت مشاعره تسبق ارائه.
امس في البصرة كان حدثا اكبر من مجرد مباراة لكرة قدم كان كرنفالا من الحب وتجديد لاواصر الاخوة العميقة والمتجذرة بين الشعبين الشقيقين.
مقال لا يستطيع ان يصف مشاعر منتخب وجمهور الامارات في البصرة ووسائل التواصل الاجتماعي تمتليء بمشاعر وكلمات تسيل لها دموع الفرح والاخوة وحفظ الله الامارات والعراق وامة العرب وسائر بلاد المسلمين من الفرقة وغوائل الدهر.
كاتب واكاديمي من العراق
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news