من مدينة تعز، تحديداً من مدرسة نعمة رسام الحكومية، انطلقت شرارة مبادرة تُعد الأولى من نوعها على مستوى المؤسسات التعليمية الحكومية في اليمن، حيث أعلنت المدرسة عن تنفيذ برنامج تثقيفي وتوعوي شامل لمواجهة ظاهرة الابتزاز الإلكتروني، التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً لنسيج المجتمع اليمني وكيان الأسرة.
جاء إطلاق هذا البرنامج استجابة للانتشار المتزايد والمقلق لجرائم الابتزاز الإلكتروني التي طالت مختلف فئات المجتمع، وخاصة الشباب والمراهقين الذين يُعدون الفئة الأكثر عرضة للاستدراك والوقوع في فخ الجناة عبر منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية.
ضرورة ملحة وحماية مجتمعية
في تصريح لوسائل الإعلام المحلية، أكد القائمون على الفعالية أن هذه المبادرة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة لما لمسوه من تزايد الحالات التي تدمر حياة الشباب وتزرع الخوف والانعزالية في نفوسهم. ووصفوا الابتزاز الإلكتروني بأنه "أخطر الظواهر الدخيلة على مجتمعنا المحافظ"، مشيرين إلى أنه لم يعد مجرد خبر عابر، بل أصبح خطراً حقيقياً ينخر في جسد المجتمع ويهدد استقرار الأسر اليمنية.
وأضافوا: "ما أحوجنا اليوم إلى تدريب أبنائنا وبناتنا وتمكينهم من مواجهة هذا الخطر. لم يعد من الممكن أن نترك أبناءنا يواجهون عالم الفضاء السيبراني وحدهم دون توعية أو سلاح معرفي يحميهم من شبح الابتزاز الذي يتربص بهم".
محاور البرنامج والشرائح المستهدفة
يستهدف البرنامج، الذي يُنفذ على شكل ورش عمل ومحاضرات تفاعلية، طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية بشكل أساسي، إلى جانب تخصيص جلسات لأولياء الأمور والمعلمين لتوعيتهم بدورهم المحوري في الرقابة الأسرية والتوجيه السليم.
يتضمن البرنامج عدة محاور رئيسية، أبرزها:
تعريف الابتزاز الإلكتروني:
أنواعه، وأساليبه، والطرق التي يستخدمها المبتزون لاستدراك ضحاياهم.
آليات الحماية الشخصية:
كيفية إعداد حسابات آمنة، وحماية البيانات الشخصية والصور، والتمييز بين المحتوى الآمن والمحتوى المريب.
خطوات الاستجابة للابتزاز:
ما الذي يجب على الطالب فعله عند التعرض لمحاولة ابتزاز، وأهمية عدم الاستجابة لمطالب المبتز وعدم نشر المحتوى.
قنوات الإبلاغ:
توجيه الطلاب إلى الجهات التي يمكن اللجوء إليها للإبلاغ عن مثل هذه الجرائم والحصول على الدعم النفسي والقانوني.
دعوة للتعميم وبناء سد منيع
اختتم القائمون على المبادرة بتوجيه دعوة صريحة إلى وزارة التربية والتعليم ومديريات التربية في المحافظات كافة، مطالبين بتبني هذه التجربة الرائدة وتعميمها على كافة مدارس الجمهورية دون استثناء، مؤكدين أن التوعية الرقمية يجب أن تصبح جزءاً أساسياً من المناهج التعليمية.
ويأمل مراقبون أن تكون خطوة مدرسة "نعمة رسام" نواة لتوعية مجتمعية فاعلة، تشرك فيها المدارس والأسر ومؤسسات المجتمع المدني، لبناء سد منيع في وجه جريمة الابتزاز الإلكتروني، وحماية أجيال المستقبل من مخاطر العالم الرقمي التي لا ترحم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news