قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن لي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق سياسته المتعلقة باليمن والتي رسمها قبل 10 سنوات.
وقالت الصحيفة في
تحليل
لها -بعنوان "ولي العهد السعودي يتوجه إلى واشنطن بمجموعة جديدة من الأولويات"ـ وترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن هذا الفشل يحكم تحركاته الحالية تجاه الحوثيين والمنطقة.
وأضافت "لم تتحقق أهدافه وطموحاته. لم يُهزم الحوثيون، أو حتى يُثبطوا عزيمتهم، ولا يزالون يسيطرون على جزء كبير من اليمن". ربما لم يُسهم إذلال رئيس الوزراء اللبناني إلا في تشجيع حزب الله، القوة الشيعية التي هيمنت على البلاد طويلًا. ولم يُسهم استهداف المعارضين إلا في تعميق تأجيج الرأي العام ضد ولي العهد لدى قطاعات واسعة من وسائل الإعلام والأوساط السياسية والجمهور الأمريكي".
وتابعت "بدا أن هذه التجارب قد عجّلت بتغيير في رؤية الأمير محمد للأولويات. فقد أصبح يرى صراعات المنطقة المُعقّدة غير قابلة للحل، إلا ربما من منظور الأجيال، لذلك بدأ بجدية في تركيز اهتمامه على الداخل، مُعطيًا الأولوية للتحول الاقتصادي والاجتماعي لبلاده".
وأردفت الصحيفة "بعيدًا عن التورط في صراعات إقليمية، كان هدفه إبعادها عن الحدود السعودية. لم تُؤدِّ هذه الصراعات إلا إلى تهديد ما أصبح الجهد الرئيسي لولي العهد: تحديث مملكته. إن التحديث في نهاية المطاف يعتمد على أمرين، وهما خارجان عن سيطرة أي أحد بشكل كامل: ارتفاع أسعار النفط، لأن ما يفعله مكلف للغاية، وغياب الصراع، لأن المستثمرين والسياح على الأرجح لن يأتوا من أمريكا أو أوروبا أو آسيا إذا كانت هناك صواريخ وطائرات بدون طيار وقذائف قادمة من اليمن أو إيران، منافستها الرئيسية في المنطقة.
واستدركت "عندما زار بن سلمان واشنطن عام 2018، كانت فترة ولاية ولي العهد القصيرة معروفة في الولايات المتحدة بشكل أساسي باستبداده ومغامراته الخارجية: سجن المئات من نخبة رجال الأعمال السعوديين وأفراد العائلة المالكة في فندق ريتز كارلتون بالرياض، وتصعيد الحرب ضد الحوثيين في اليمن التي أسفرت عن أعداد مروعة من الضحايا المدنيين، وإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة، وبعد زيارته بوقت قصير، القتل المروع للصحفي السعودي المنفي جمال خاشقجي (تنفي المملكة تورط الأمير محمد).
وأكدت أن صورة حقوق الإنسان اليوم لا تزال بعيدة كل البعد عن الكمال، مع تقييد الخطاب السياسي بشكل فعال وإصدار أحكام الإعدام المتكررة من قبل نظام قضائي غامض وبائد. لكن في الوقت نفسه، حقق الأمير محمد تقدمًا كان يُعتبر مستحيلًا في السابق، بما في ذلك تحجيم سلطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلغاء معظم القوانين التي كانت تقمع حياة المرأة السعودية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news