شهدت مدينة مأرب، اليوم، انعقاد ندوة سياسية موسعة تحت عنوان “اليمن والسعودية… من مقاربة الأمن إلى آفاق الشراكة الاستراتيجية”، بمشاركة عدد من الباحثين وخبراء الأمن والعمل الإنساني، إلى جانب مسؤولين في السلطة المحلية ووزارة الداخلية وقيادات اجتماعية وسياسية.
الندوة التي نظمها مجلس الجوف الوطني تناولت ثلاث أوراق بحثية مسار العلاقات اليمنية–السعودية خلال السنوات الأخيرة، وأبرز التحولات في الدور السعودي على المستويات الإنسانية والتنموية والأمنية.
في الورقة الأولى، قدّم الشيخ سنان العراقي، رئيس مجلس الجوف الوطني، قراءة شاملة للاتجاهات العامة للدور السعودي في اليمن بين عامي 2015 و2025، مشيراً إلى أن التمويلات السعودية تجاوزت 11 مليار دولار شملت قطاعات الإغاثة والتنمية ودعم الأمن.
واستعرض العراقي جهود مركز الملك سلمان للإغاثة الذي نفّذ أكثر من ألف مشروع في مجالات المياه والتعليم والصحة والإيواء، إضافة إلى مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم، وصولاً إلى مشاريع الإسكان في عدن. كما تطرقت الورقة إلى الدور الأمني للمملكة في دعم مؤسسات الدولة ومكافحة الإرهاب وتعزيز أمن المنافذ.
أما الورقة الثانية، التي قدمها الدكتور عبدالحميد عامر، رئيس المركز القومي للدراسات الاستراتيجية، فقد خصصت لاستعراض تجربة مشروع “مسام” في نزع الألغام، مؤكداً أن المشروع، الذي انطلق عام 2018 بتكلفة تجاوزت 126 مليون دولار، تمكن حتى أكتوبر 2025 من نزع 522 ألف لغم وعبوة وتطهير أكثر من 72 مليون متر مربع في 11 محافظة، عبر 32 فريقاً يعمل فيها أكثر من 500 مختص. وأشار عامر إلى فقدان المشروع 77 من كوادره بين شهداء ومصابين، في ظل رفض الحوثيين تقديم خرائط الألغام، وهو ما يطيل أمد عمليات التطهير لسنوات قادمة.
وخُصصت الورقة الثالثة، التي قدمها حسن القبيسي نائب رئيس مؤسسة الأسرى والمختطفين، لبحث الدور السعودي في دعم مسار السلام، مستعرضاً مساهمات الرياض في صياغة المبادرة الخليجية، ورعاية الحوار الوطني، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية. كما تطرق إلى دور المملكة في إنجاح عدد من صفقات تبادل الأسرى التي خففت معاناة آلاف الأسر.
وأكدت مداخلات الحاضرين أن المملكة العربية السعودية لعبت دوراً محورياً في التخفيف من آثار الحرب واستعادة مؤسسات الدولة، مشددين على أهمية الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بين صنعاء والرياض بما يخدم متطلبات الأمن والاستقرار والتنمية.
وفي ختام الندوة، كرّم مجلس الجوف الوطني عدداً من المؤسسات الداعمة، بينها مركز الملك سلمان للإغاثة، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومشروع “مسام”، ومستشفى العيون في مأرب، تقديراً لجهودهم الإنسانية والتنموية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news