إنها الفراشة.. دفعت من إجلها مهر عظيم

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 36 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إنها الفراشة.. دفعت من إجلها مهر عظيم

تلقيت عقاب من معلمي 10 ضربات في كلتا يدي، لأني تأخرت ليس على طابور الصباح فحسب بل حضرت بعد مرور حوالي 10 دقائق على بداية الحصة الأولى.

العقاب لم يتوقف عند الضرب والتوبيخ، وإنما استحقيت عقاب ثانٍ وهو الوقوف على رجل واحدة مدة 5 دقائق وجهي إلى السبورة، ويا ليت كان هذا كل شيء، بل قبله تلقيت عقاب في المنزل وحرمان من كأس الشاي الأحمر مع النعناع والهيل_ ياااااه شلال خمرتي آنذاك.

هذا حدث لي في صباح يوم شتوي بارد أيام طفولتي والعام الأول من إلتحاقي بالمدرسة..

قبل أن تشرق الشمس وكطفل ريفي يتوجب عليه أن يصحو مع آذان الفجر ليصلي في المسجد ثم يعود إلى المنزل ليحمل وعاء 10 لتر على أقل تقدير لجلب الماء من النبع والعودة سريعا ليحظى بالافطار الجماعي مع أسرته واحتساء كأس شاي أحمر بالنعناع والهيل، وحمل حقيبته_ عٍلاطة القماشية التي تخيطها الأمهات من أكياس الأرز يدويا، والهرولة سريعا نحو المدرسة مسافة كيلو متر، والوقوف بطابور الصباح قبل أن يأتي معلمو المدرسة وتنفيذ برنامج الطابور اليومي.

أعود إلى ما حدث لي. السبب بيساطة في صباحات الشتاء الريفية الباردة يهطل الندى وهذا يستهوي الفراشات الملونة جدا فتنتشر على الطرقات والحقول.

في ذاك اليوم لمحت فراشة بألوان زاهية وفريدة، وقفت أتأملها وهي تتخبتر في تحليقها والاستقرار بدلال على بقايا العشب.

ركنت وعاء جلب الماء جانبا وقررت الامساك بها، وبدأت رحلة مطاردة من حقل إلى أخر ولم أتوقف إلا مع قدوم صوت يفلجني رعبا إن وصل إلى سمعي وأنا ما زلت في طريقي إلى المدرسة وهو صوت معلم سوداني “فووووووووففف” أول ما يستهل افتتاح الإذاعة المدرسية ينفخ في الميكرفون ليتأكد من أنه يعمل.

أرتعدت فرائصي، توقفت عن ملاحقة الفراشة وبخفة طرت إلى وعاء جلب الماء وإلى النبع وملاءته وعدت إلى المنزل وقبل الولوج إلى المدخل أمام منزلنا تلصصت ولم أر جدي رحمه الله ورحم كل الراحلين الأنقياء وهذا مهم جدا، نجوت من عقاب يطرحني أرضا_ ضربة بعصا خيزران غليظ كان يتوكأ عليه جدي رحمه الله حرصا منه على تعليمي.

طرت إلى الداخل وبسرعة التقطت قرص الخبز وعلبة الحقين البلدي مع السحاوق البسباس وكنت اعمل قضمة وأرتدي قطعة من الزي المدرسي، والتقطت الحقيبة وربطتها على ظهري وفي كل يد فردة من أحذيتي وجري دون مبالاة بالشوك والأجحار.

وبعد الحصة الثالثة دق جرس الراحة، غادر معلم الصف وخرجت إلى ساحة المدرسة لاتحسس قدمي الصغيرتين. يا إلهي كم عدد الشوك واحدة خمس عشر ودماء في مقدمة الأنامل وظفري سبابتي القدمين مكسورين. لا يهم لن أدع تلك الفراشة في صباح الغد تفلت مني.

وصباح اليوم الثاني عدت إلى حيث توقفت بالأمس وشرعت بالبحث عن الفراشة ولا أثر لها. وصل إلى سمعي الصوت الذي يفلجني “فووووووففف” أكملت مهمتي وجلبت الماء.

العقاب لم يكن نفس عقاب الأمس بل زاد ضربة بعصا الخيزران من جدي رحمه الله، ونفس عقاب الأمس حرمان من كأس الشاي بالنعناع وجري حافي القدمين وشوك وارتطام بالاحجار، وفي المدرسة تضاعف العقاب إلى 15 ضربة و10 دقائق وقوف على قدم واحدة ووقت الراحة تنظيف كل الورق من حول المدرسة.

في المساء رقت شقيقتي لحالي وسألتني عما حدث وأخبرتها .. إنها الفراشة، اخفت ضحكتها وسحبت أذني برفق نحوها وهمست قائلة: هذا درس لك، لا تلاحق فراشة ولا “بنت” وإلا سيحصل لك نفس هذا العقاب.

إنها الفراشة. دفعت من إجلها مهر عظيم.

في صباح شتوي هل جربت ملاحقة فراشة مثلي وماذا حدث لك؟.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الرباعية الدولية تفرض عقوبات على العرادة

الحدث اليوم | 534 قراءة 

بيان عسكري رسمي هام

مراقبون برس | 521 قراءة 

شاهد بالصور .. إنتشار أمني غير مسبوق الليلة

كريتر سكاي | 326 قراءة 

انفجار الوضع.. المتحوثين يطردون قيادات ومشرفي صعدة من جميع نقاط دمت بعد اشتباكات عنيفة

نافذة اليمن | 316 قراءة 

تصعيد عسكري مرتقب.. المنطقة السادسة تلوّح بمعركة والجيش يعلن الجاهزية

نيوز لاين | 307 قراءة 

قوات المنطقة العسكرية السادسة تحبط هجومًا حوثيًا شرق الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة

حشد نت | 301 قراءة 

تحذير أمني: ممنوع السهر في الشوارع بعد 11 مساءً

كريتر سكاي | 277 قراءة 

مسيحية مصرية تفوز برحلة عمرة للبيت الحرام.. ورد فعل مفاجئ

نيوز لاين | 219 قراءة 

“ترمب” يستقبل ولي العهد السعودي بمراسم “استثنائية” ويعلن صفقة “إف 35” وبرنامجًا نوويًا للسعودية

بران برس | 218 قراءة 

صور الأقمار الاصطناعية تكشف مقرات حوثية استهدفتها غارات أمريكية بالحي السياسي بصنعاء

ديفانس لاين | 184 قراءة