تواصل الأمراض الفتك بالأطفال في اليمن الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، وسط ضعف كبير في القطاع الصحي الذي يصارع تحديات كبيرة.
ومن بين هذه الأمراض الدفتيريا أو الخناق الذي أصاب العديد من الأطفال اليمنيين خلال هذا العام ، فيما تواصل أمراض أخرى الانتشار في البلاد.
وفيات ومئات الإصابات
وقال تيسير السامعي مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة في تعز ،إن مرض الدفتيريا (الخناق) يهدد أطفالنا حيث تم تسجيل 22 حالة وفاة جراء المرض في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية منذ مطلع العام الجاري.
وأفاد للمهرية نت أنه خلال الفترة ذاتها رصدت السلطات الصحية 380 إصابة بمرض الدفتيريا في هذه المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة المعترف بها دوليا.
وحسب السامعي، فقد تصدرت محافظة لحج عدد الوفيات بست حالات، فيما تصدرت محافظة أبين عدد الإصابة بالمرض ب63 حالة، بينما سجلت محافظة تعز حالتي وفاة و44 حالة إصابة.
ونبه المتحدث الصحي إلى أن الوضع في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة فيبدو أكثر سوءًا وقد تكون نسبة الحالات أضعاف هذا العدد، لأن البرنامج الوطني للتحصين الموسع شبه متوقف في هذه المناطق(الواقعة تحت سيطرة الحوثيين) ، ما يشكل كارثة تهدد حياة أطفالنا.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن تدهورا كبيرا جراء تداعيات الحرب المستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أكثر من 10 سنوات في بلد يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
كما يواجه هذا القطاع نقصا حادا في التمويل أدى إلى توقف العديد من البرامج الطبية، ما جعل معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات صحية، وفقا لتقارير أممية.
ما هو الخناق؟
الخناق مرض معدٍ تسببه بكتيريا تفرز السموم، ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عندما يسعل الشخص المصاب بعدواه أو يعطس.
وحسب منظمة الصحة العالمية، قد لا تظهر أعراض المرض على بعض الأشخاص ولكن يظل بإمكانهم نقل البكتيريا إلى الآخرين، ويُصاب البعض الآخر بمرض خفيف، رغم أن الإصابة أيضاً بمرض وخيم ومضاعفات ناجمة عنه بل وحتى الوفاة بسببه أمر وارد.
ويمكن أن يصيب الخناق أي شخص ولكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال غير الملقّحين، ويسبب السم الناجم عن الخناق تلفاً في الجهاز التنفسي ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم. ومن أعراضه الشائعة الحمى والتهاب الحلق وتورم الغدد الموجودة في الرقبة.
والتلقيح هو السبيل الأفضل للوقاية من الإصابة بمرض الخناق أو نقله إلى أشخاص آخرين، علماً بأن اللقاح المضاد له مأمون ويساعد الجسم على مكافحة العدوى.
وكانت حالات المرض منتشرة في أنحاء العالم بأسره قبل طرح لقاح الدفتيريا وتلقيح الأفراد به على نطاق واسع في ثلاثينيات القرن الماضي، بحسب المنظمة.
وبسبب نقص التلقيح في الآونة الأخيرة، فقد اندلعت فاشيات المرض بتواتر متزايد برغم توافر لقاح مأمون وناجع ضده.
احتياجات طبية جسيمة
بحسب التقارير الأممية، فإن اليمن يواجه هذا العام أكبر أزمة تمويل للمشاريع الإنسانية والصحية، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل أكثر من 10 سنوات.
وقال وزير الصحة قاسم بحيبح في تصريح للجزيرة نت أمس الأحد أن الاحتياجات في اليمن جسيمة وتتطلب استمرار الدعم واستجابة سريعة وتمويلا مستداما طويل الأمد إلى حين تعافي النظام الصحي والوضع الاقتصادي.
كما شدد على أن العمل المشترك بين الحكومة الوطنية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص يعد ضرورة لإنقاذ النظام الصحي وإعادة بناء قدراته، محذرا من أن توقف المشروعات أو تقليص التمويل سيؤدي مباشرة إلى تهديد حياة الناس وارتفاع مخاطر تفشي الأوبئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news