جمعية مشاة البحرية الأمريكية: يجب أن نتعلم من تكتيكات الحوثيين وإدارتهم لاقتصاد الحرب

     
يمن إيكو             عدد المشاهدات : 116 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
جمعية مشاة البحرية الأمريكية: يجب أن نتعلم من تكتيكات الحوثيين وإدارتهم لاقتصاد الحرب

يمن إيكو|ترجمة:

قالت جمعية مشاة البحرية، وهي رابطة تتبع سلاح مشاة البحرية الأمريكية، إن على القوات الأمريكية التعلم من التفوق غير المتوقع الذي أظهرته قوات صنعاء في معركة البحر الأحمر، سواء فيما يتعلق بإدارة اقتصاد الحرب وتحميل الخصم تكاليف استراتيجية هائلة بواسطة معدات رخيصة، أو من حيث الابتكار العملياتي والتكتيكي والقدرة على الصمود وتحقيق تأثيرات كبيرة.

وفي تقرير نشرته الجمعية ورصده وترجمه موقع يمن إيكو أمس السبت، كتب الكابتن تايلر سي. جان، وهو ضابط مشاة، أن “الحوثيون ليسوا من نوع الخصوم الذين يدرسهم سلاح مشاة البحرية عادةً للاستلهام العملياتي… ومع ذلك، على مدار العام الماضي، تمكنت قوات الحوثيين العاملة في اليمن من تحدي أمن ممرات الشحن العالمية، وجذب القوة البحرية والجوية الأمريكية المستدامة إلى مسرح ثانوي، وفرض مليارات الدولارات من التكاليف التشغيلية والاقتصادية، كل ذلك دون نشر قطع بحرية أو سلاح جوي”.

وأضاف: “لا ينبغي لسلاح مشاة البحرية، بأي حال من الأحوال، أن يُعجب بأيديولوجية الحوثيين، ولكن بدلاً من ذلك، يجب على سلاح مشاة البحرية استخلاص دروس عملياتية من مصادر غير متوقعة للتكيف مع المعارك المستقبلية” معتبرا أنه “إذا كان سلاح مشاة البحرية جادًا في القتال والفوز في بيئات متقشفة وموزعة، فيجب أن يكون على استعداد لدراسة حتى أكثر المصادر غير المتوقعة، وحالة الحوثيين تقدم دروساً مكتسبة بشق الأنفس في القدرة على البقاء وعدم التكافؤ والاقتصاد العملياتي، والتي من شأنها أن تُلهم كيفية تطور فوج مشاة البحرية الساحلية وهيكل القوة الأوسع نطاقاً للمعركة المستقبلية”.

وقال التقرير إن “قوات الحوثيين أظهرت فهماً ناضجاً لعدم التكافؤ…. حيث استخدمت ذخائر رخيصة مثل الطائرات التجارية بدون طيار وصواريخ كروز المعدلة والقوارب المحملة بالمتفجرات لفرض تكاليف استراتيجية، إذ يتطلب كل صاروخ أو طائرة مُسيّرة اعتراضاً باهظ التكلفة، وغالباً ما يكون على شكل صاروخ يتراوح سعره بين مليون وأربعة ملايين دولار من مدمرة أمريكية”.

وأوضح أن “العمليات الأمريكية في البحر الأحمر والمناطق المحيطة به كلفت مليارات الدولارات من الذخائر والنفقات التشغيلية، وتكاليف غير مباشرة مثل إعادة توجيه الشحن وارتفاع أقساط التأمين، وبالمقارنة، فإن الطائرات المُسيّرة للحوثيين كانت تكلف 10,000 دولار أمريكي، فيما تبلغ قيمة صاروخ كروز 100,000”.

وأضاف: “بعيداً عن اقتصاد العمليات، يستخدم الحوثيون أسراب الطائرات المُسيّرة والذخائر المُتسكعة لإغراق أنظمة الدفاع الجوي واستنزافها قبل شن ضربة مُتابعة” معتبراً أن “هذا النموذج بسيط من الناحية التكتيكية ولكنه ذكي من الناحية الاستراتيجية، فالهدف ليس بالضرورة تحقيق الإصابة؛ بل إجبار الولايات المتحدة وحلفائها على اتخاذ موقف دفاعي مستمر ومكلف وغير مستدام”.

وطالب التقرير سلاح مشاة البحرية الأمريكية بالتعلم من هذه التكتيكات مشيراً إلى أن “القوات الاحتياطية المستقبلية التي ستعمل داخل المناطق البحرية المتنازع عليها، ستحتاج إلى طرق لفرض التكلفة وعدم اليقين دون الاعتماد فقط على منصات متطورة”.

واعتبر التقرير أن “أحد أكثر جوانب نموذج الحوثيين فعالية هو قدرته على البقاء فهم يحتفظون بشبكة موزعة ومتحركة من منصات الإطلاق، وغالباً ما يتم التخلي عنها أو إخفاؤها فور الإطلاق، حيث تُستخدم الشاحنات كقاذفات متحركة للصواريخ المجنحة والأنظمة الباليستية، وغالباً ما تكون مخفية في المناطق المدنية أو الكهوف أو التضاريس الصعبة حتى لحظات قبل الإطلاق، وتحكمهم في الانبعاثات يمنع الكشف المبكر، كما تتفكك وحداتهم فوراً بعد إطلاق النار، وإلى جانب ذلك يتم الحفاظ على الاتصالات في حدها الأدنى، وبمجرد تنفيذ الهجوم، يتفرق الأفراد في التضاريس أو يتركون القاذف خلفهم ببساطة. وهذا لا يحبط الاستخبارات والاستهداف فحسب، بل يحافظ أيضاً على القوة لاستمرار العمليات، إذ لم تتمكن الولايات المتحدة من القضاء على هذه الأنظمة قبل إطلاقها، على الرغم من وجودها القوي في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع”.

وقال إنه “ينبغي على سلاح مشاة البحرية، أن يتعلم من هذا، فالبقاء في المعارك الحديثة لا يقتصر على الدروع أو التخفي فحسب، بل يشمل أيضاً صعوبة العثور، وسرعة الإطلاق، وسرعة الاختفاء، والتركيز العقائدي على التنقل والتخفي والانضباط العملياتي يمكن أن يجعل القوات الأمريكية بعيدة المنال بنفس القدر، فقد أثبت الحوثيون أن القوات لا تحتاج إلى الفوز في معركة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، من أجل البقاء”.

واعتبر التقرير أن “مما يُمثل معضلةً حقيقيةً في مجال الأسلحة المشتركة للقوات البحرية، أن الحوثيين يستخدمون مجموعةً متعددة الطبقات من الأسلحة، حيث تشمل أدواتهم صواريخ كروز مضادة للسفن، وصواريخ كروز هجومية برية، وصواريخ باليستية مضادة للسفن، ومركبات سطحية غير مأهولة، وطائرات مُسيّرة مُتسكعة، وبينما لا يتفوق أيٌّ من هذه الأنظمة منفردًا على القدرات الأمريكية، فإنها مجتمعةً تُولّد بيئة تهديد يصعب مواجهتها، حيث يجب على السفن التي تُدافع ضد المركبات السطحية غير المأهولة البقاء بالقرب من خط الماء، مما يجعلها عُرضةً للهجوم الباليستي، وقد تُفوّت السفن التي تُركز على التهديدات الجوية طائرات مُسيّرة سطحية تقترب من نطاق تغطية الرادار، وفي إحدى تسلسلات الهجمات، اضطرت المدمرات الأمريكية إلى اعتراض عدة طائرات مُسيّرة وصواريخ في وقت واحد، كلٌّ منها يتطلب ذخائر دقيقة تُقدر بملايين الدولارات”.

ووفقا للتقرير فإن سلاح مشاة البحرية يجب أن يتعلم من هذا الأمر “أهمية إطلاق نيران متعددة النطاقات داخل كل وحدة ساحلية” مشيراً إلى أن “الحوثيين أثبتوا أن الكم والتنوع، حتى مع انخفاض الجودة، يُمكن أن يُعقّدا عملية اتخاذ قرار العدو ويُبطئا من وتيرة هجومه، ويجب على سلاح مشاة البحرية تبني عقلية مماثلة”.

ويرى التقرير أن “الجانب الأكثر إثارة للقلق في نموذج الحوثيين هو قدرتهم على فرض عواقب عالمية دون امتلاك أي أصول استراتيجية، إذ لا يمتلك الحوثيون قطعاً بحرية ولا قوة جوية ولا قدرات فضائية، ومع ذلك، من خلال التكيف غير المنتظم والخيال العملياتي، أعادوا تشكيل أنماط الشحن الدولية، وقيدوا مجموعتين هجوميتين لحاملات الطائرات الأمريكية، وأجبروا أصول الناتو على إعادة التموضع في البحر الأحمر”.

وأضاف: “يجب على سلاح مشاة البحرية أن يتأمل هذا، ففي عصر القوات الاحتياطية، والتكتيكات التي تفرض التكاليف، واللوجستيات المتنازع عليها، فإن القدرة على التصرف بشكل خيالي بوسائل محدودة ستحدد الفعالية، وتُظهر أساليب الحوثيين أن النفوذ العملياتي لا يأتي فقط من القدرة ولكن أيضاً من العقلية”.

وأشار التقرير إلى أنه “بينما يمثل الحوثيون مصدراً فريداً وغير متوقع للرؤية التكتيكية، فإن الهدف ليس تقليدهم، بل يجب على سلاح مشاة البحرية دراسة ما يجعل تكتيكات الحوثيين فعالة، وتكييفها إلى عقيدة احترافية وقابلة للتطوير ومناسبة لمنافسة القوى العظمى، وهذا يعني تبني قدرات منخفضة التكلفة ومعيارية تعمل على إضعاف أنظمة العدو، وتفويض المبادرة إلى أدنى المستويات حتى يتمكن مشاة البحرية من التصرف بسرعة واستقلالية”.

وتابع: “بينما يتفاخر سلاح مشاة البحرية كثيراً بقدرته على إنجاز المزيد بموارد أقل، فإننا نرى في الحوثيين جماعةً تفعل ذلك تماماً وتحقق آثاراً استراتيجية، فهم لا يكتفون باستغلال مواردهم المحدودة، بل يُعظمونها بطرقٍ تتحدى حتى أكثر الجيوش تقدماً، ونحن ننجح ضدهم اليوم بفضل تفوقنا الاقتصادي والتكنولوجي، وليس لأننا نتفوق عليهم في الابتكار، وهذه الرفاهية لن تتوفر في مواجهة عدوٍّ يتمتع بالندية الاقتصادية والتكنولوجية”.

واختتم الضابط الأمريكي التقرير بأن “دراسة الحوثيين لا تتطلب تأييد أيديولوجيتهم أو تكتيكاتهم غير القانونية، بل تتطلب التواضع لإدراك أن الابتكار غالباً ما ينبع من أطراف ساحة المعركة، لا من قلبها” لافتا إلى أنه “إذا أراد سلاح مشاة البحرية أن يبقى قوة احتياطية قادرة على فرض التكاليف، وفرض السيطرة على التضاريس، والصمود في بيئة متنازع عليها، فعليه أن يتجاوز التقاليد، حتى لو تطلب ذلك التعلم من الأعداء”.

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عملية استخباراتية محكمة في قلب صنعاء.. اعتقال مشرفًا حوثيًا واقتياده إلى مأرب

بران برس | 823 قراءة 

” ترامب” يتقمص شخصية الرئيس اليمني ويثير ضجة عالمية

نيوز لاين | 496 قراءة 

اختطاف مشرف حو ثي من قلب صنعاء في عملية امنية نوعية لقوات الشرعية

يمن فويس | 379 قراءة 

إعلان رسمي عن تحرك عسكري مشترك بين اليمن والإمارات

نيوز لاين | 320 قراءة 

القربي: اليمن أصبح على الهامش بعد قرار روسيا والصين

شمسان بوست | 300 قراءة 

بعد تفكك داخلي حوثي!.. الجنرال العجوز يعود بقرار إيراني (عاجل) لضبط الفوضى بصنعاء 

موقع الأول | 289 قراءة 

تحذير عاجل من قصف وشيك (اعلان)

العربي نيوز | 237 قراءة 

محمد الأضرعي يتعرف بالندم : لو عاد بي الزمن لما خرجت ضد الرئيس صالح

نيوز لاين | 231 قراءة 

إعلامي يمني يوجّه رسالة مثيرة: غادروا هذه البلاد

نيوز لاين | 221 قراءة 

عاجل.. (3) مصادر حكومية: وديعة سعودية للبنك المركزي اليمني في عدن (تفاصيل)

موقع الأول | 200 قراءة