في تصعيد غير مسبوق للمعركة على الجبهة الرقمية، تواصل حملة "واعي" الرقمية نشاطها المكثف لاستهداف شبكة واسعة من الحسابات المرتبطة بقيادات وعناصر جماعة الحوثي على منصات التواصل الاجتماعي.
وتأتي هذه الحملة في إطار جهود مجتمعية منظمة لمواجهة خطاب الكراهية والتضليل الذي تعتمد عليه المليشيا المدعومة من إيران كأداة أساسية للترويج لمشاريعها السياسية والعسكرية، وزرع الانقسام داخل المجتمع اليمني.
تفاصيل الإنجاز والآثار المترتبة:
وكشفت أرقام حديثة عن حجم الإنجاز الذي حققته الحملة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث تمكنت من إزالة ما لا يقل عن 102 حسابات وصفة ومؤثرة تابعة للحوثيين، كان مجموع متابعيها يقترب من حاجز الأربعة ملايين متابع، وهو ما يمثل ضربة استباقية لقدرة المليشيا على الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور وبث رسائلها التحريضية.
ولم تتوقف الحملة عند هذا الحد، حيث أعلنت مؤخرًا عن حظر خمس حسابات جديدة كانت تلعب دورًا محوريًا في تضليل الرأي العام، مؤكدة في بيان لها أن المزيد من الإغلاقات سيتم الإعلان عنها تباعًا، مما يرسل رسالة واضحة بأن الحملة مستمرة ولن تتوقف حتى تجفيف منابع التضليل.
صدى واسع وتقدير مجتمعي:
ولاقت هذه الموجة من الإغلاقات صدى واسعًا في الأوساط اليمنية السياسية والاجتماعية، حيث عبر مواطنون وناشطون عن تقديرهم لهذه المبادرة، واصفين إياها بأنها "خطوة ضرورية وحيوية" لوقف الحملة الدعائية العدائية التي تستغلها المليشيا لزرع الفرقة والتحريض على العنف.
وشبّه مراقبون وسياسيون هذه العملية المنظمة بعملية "البيجر" التي استهدفت حسابات حزب الله اللبناني العام الماضي، وهي المقارنة التي تبرز حجم التنسيق والدقة في هذه الحملة، وتؤكد على أثرها الاستراتيجي في كبح جماح النفوذ الإعلامي للجماعة، ليس فقط على الصعيد المحلي، بل وامتداده إلى المنطقة.
الهدف الاستراتيجي وتأكيدات الخبراء:
تؤكد "واعي" أن هدفها يتجاوز مجرد إغلاق الحسابات، وصولًا إلى تجفيف المنابع الرئيسية للخطاب الحوثي المضلل عبر الفضاء الرقمي، معتبرة أن ذلك يمثل "ضربة موجعة" لآلة الدعاية التي تشكل ركيزة أساسية في مشروع المليشيا.
ويتوافق هذا التوجه مع رؤى الخبراء المتخصصين في الشأن الرقمي. وقال المهندس فهمي الباحث، الرئيس السابق لجمعية الإنترنت في اليمن، إن هذه الحملة "تمثل خطوة نوعية ومهمة نحو تعزيز السلام الرقمي في اليمن"، مشيرًا إلى أنها "تساهم في حماية النسيج الاجتماعي من المحتوى المحرّض الذي يستهدف زعزعة استقرار البلاد، وتمكين المواطن من الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة بعيدًا عن البروباغندا الحربية".
تأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه الصراع على الساحة الرقمية كأحد أهم جبهات المواجهة في اليمن، حيث باتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة معركة حقيقية بين الخطاب الرسمي والشعبي المعادي للمليشيات، وبين الدعاية الممنهجة التي تسعى جماعة الحوثي لفرضها.
وتُظهر حملة "واعي" كيف يمكن للمبادرات المجتمعية المنظمة أن تلعب دورًا محوريًا في إعادة توازن المشهد الإعلامي وفضح أكاذيب المليشيا على نطاق واسع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news