شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لمليشيات الحوثي ، صباح اليوم الأحد، تصعيداً خطيراً تمثل في اقتحام مسلحين تابعين للجماعة مقر منظمة "ماري ستوبس إنترناشونال" الدولية.
وأفادت مصادر مطلعة بأن الاقتحام أسفر عن اعتقال عدد من الموظفين، وإحداث أضرار جسيمة في ممتلكات المنظمة، في خطوة تضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل العمل الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي.
تفاصيل الاقتحام والاعتقالات:
وبحسب معلومات دقتها مصادر محلية وشهود عيان، فإن عناصر أمنية تابعة للمليشيات داهمت المقر الرئيسي للمنظمة الكائن في حي السفارة بصنعاء، بشكل مفاجئ ودون تقديم أي مذكرة قضائية أو أسباب تبرر هذا الإجراء.
وقامت القوات المهاجمة بالعبث في محتويات المقر، حيث تم تحطيم أثاث المكاتب، وتخريب المعدات الطنية وأجهزة الكمبيوتر. كما صادرت القوات ملفات ووثائق هواتف الموظفين، فيما لا تزال أماكن وجودها غير معلومة.
وفي تطور مقلق، تم اعتقال عدد من كوادر المنظمة، بينهم موظفون يمنيون وآخرون من جنسيات مختلفة، ونقلهم إلى جهة غير معلومة حتى الآن. ولم تصدر جماعة الحوثي أي بيان رسمي يعلق على الحادث أو يوضح أسباب هذه الخطوة التصعيدية حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
منظمة "ماري ستوبس" ودورها في اليمن:
سياق أوسع: تصعيد الحوثي ضد المنظمات:
يأتي هذا الاقتحام ضمن سلسلة متصاعدة من الإجراءات التي تتخذها سلطات الحوثي ضد المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المناطق التي تسيطر عليها.
وتتهم مصادر حقوقية وديبلوماسية الجماعة بالسعي لتطويع هذه المنظمات وفرض رقابة مشددة على عملها، أو ابتزازها مالياً، وفي بعض الأحيان إغلاقها وطردها بهدف السيطرة الكاملة على قطاع المساعدات الإنسانية.
وقد شملت هذه الإجراءات في السابق تجميد عمل منظمات، ومنعها من تنفيذ أنشطتها، واعتقال عدد من العاملين فيها على خلفية اتهامات يُنظر إليها على أنها "ملفقة" أو "ذات دوافع سياسية".
التداعيات والردود المتوقعة:
من المتوقع أن يثير هذا الحادث موجة واسعة من الإدانة الدولية والإقليمية، خاصة من قبل الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التي سبق وحذرت من تدهور بيئة العمل الإنساني في اليمن.
كما يضع هذا الاقتحام ضغوطاً إضافية على المجتمع الدولي للتحرك حيال الانتهاكات التي تطال العاملين في المجال الإنساني والمستفيدين من خدماتهم.
ويبقى مصير الموظفين المعتقلين ومستقبل عمل منظمة "ماري ستوبس" في اليمن مجهولاً، فيما يعكس الحادث تراجعاً خطيراً في التزامات جماعة الحوثي تجاه حماية المنظمات الإنسانية وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news