رحب مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأحد، بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير، الذي تضمن تجديد ولاية فريق الخبراء وتمديد نظام العقوبات بشأن اليمن، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل دعماً لجهود ردع انتهاكات المليشيات الحوثية التي تقوض أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
جاء ذلك في اجتماعه اليوم، برئاسة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وبحضور الأعضاء سلطان العرادة والدكتور عبدالله العليمي، إضافة إلى عبدالرحمن المحرمي وعثمان مجلي عبر الاتصال المرئي، فيما غاب بعذر عيدروس الزبيدي وطارق صالح وفرج البحسني. وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وأثنى المجلس على نتائج تقرير فريق الخبراء الدوليين حول التطورات السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن، والذي قدم دلائل واضحة على الطبيعة الإرهابية للجماعة الحوثية وارتباطها بالنظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية، إضافة إلى تهديداتها المستمرة للسلم والأمن الدوليين. كما أشاد بما تضمنته إحاطات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من انتقادات صريحة لممارسات الحوثيين، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي لموظفي الأمم المتحدة وتنامي تهديداتهم للملاحة الدولية.
المجلس نوه باستمرار الموقف الدولي الموحد إلى جانب الشعب اليمني وقيادته السياسية، ودعم الحكومة كشريك استراتيجي في مواجهة التحديات على مختلف المستويات.
مناقشة الإصلاحات الاقتصادية
وناقش المجلس الرئاسي بحضور رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، التطورات المحلية، وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية والخدمية، إلى جانب تقييم مسار الإصلاحات الشاملة المدعومة من المجتمعين الإقليمي والدولي.
وقدم رئيس الوزراء إحاطة موسعة حول مستوى التقدم في تنفيذ قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم (11) لعام 2025، المتعلق بأولويات الإصلاحات الاقتصادية والإجراءات الخاصة بمعالجة الاختلالات في تحصيل الموارد العامة، ومدى التزام الجهات المعنية بالتنفيذ على المستويين المركزي والمحلي.
المجلس جدد دعمه الكامل لجهود الحكومة والبنك المركزي في تنفيذ الإصلاحات الشاملة، وضمان الاستقرار المالي والنقدي، والالتزام بمعايير الشفافية والمساءلة، بما يعزز الثقة مع المانحين ويؤكد وفاء الدولة بالتزاماتها. كما شدد على أهمية العمل الجماعي والامتثال لمصفوفة الإصلاحات الاقتصادية والمالية ومكافحة الفساد، باعتبارها السبيل الأمثل لتحقيق نتائج ملموسة في المحافظات المحررة وحشد الطاقات لاستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء معاناة المواطنين.
إشادة بالدعم السعودي
المجلس عبر عن تقديره للدعم المستمر من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في خطة التعافي وبرنامج الإصلاحات، مشيداً بتدخلاتهما الإنمائية والإنسانية. كما ثمن إجراءات الحكومة السعودية بتسريع إيداع الدفعتين الأولى والثانية من منحتها للموازنة العامة، الأمر الذي ساعد على دفع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، مع إعطاء الأولوية للشهداء والجرحى تقديراً لتضحياتهم.
واستمع المجلس إلى محضر اجتماعه السابق ووافق عليه، كما أجرى مراجعة موجزة لمستوى تنفيذ قراراته وتوصياته بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
الانتقالي ومليشيات الحوثي يرفضان
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، مساء أمس السبت، أعلن رفضه القاطع لمرجعيات السلام التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير حول اليمن.
ووصف ناصر الخبجي، رئيس الهيئة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في منشور عبر منصة "اكس" مبادرة الخليج ومخرجات الحوار الوطني لعام 2013 بأنها "باتت سابقة لحقائق الواقع الجديد"، مؤكداً أنها لم تعد تقدم حلاً لقضية شعب الجنوب.
وقال إن أي" عملية سياسية مقبلة يجب أن تمنح الجنوب تمثيلاً رئيسياً، وتضمن حق شعبه في تقرير مصيره السياسي بشكل حر"، واستنكر تجاهل مجلس الأمن للقرار 2216 في بيانه الأخير، معتبراً ذلك دليلاً على أن المرجعيات السابقة لم تعد مناسبة للحل في ظل المتغيرات الحالية.
طالب الخبجي بإنشاء إطار تفاوضي حديث يعكس الواقع الراهن، مع التركيز بشكل خاص على تطلعات شعب الجنوب. حسب تعبيره.
وأعلن انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي على أي عملية سياسية مشروطة بضمان حق شعب الجنوب في تقرير مستقبله السياسي.
جاء رفض الانتقالي ردا على قرار مجلس الأمن الصادر يوم الجمعة، الذي دعا إلى "استكمال الانتقال السياسي وفق مبادرة الخليج ومخرجات الحوار الوطني".
اعتمد المجلس في قراره تمديد نظام العقوبات على اليمن لعام إضافي، وتمديد ولاية فريق الخبراء الداعم للجنة العقوبات حتى 15 ديسمبر 2026.
وكانت مليشيات الحوثي من جانبها رفضت قرارات مجلس الأمن، وأدلى عضو المكتب السياسي للمليشيات، محمد الفرح، بتصريحات عقب قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد العقوبات المفروضة بشأن الأزمة اليمنية، مهاجماً المجلس ومتهماً إياه بالانحياز للغرب، ومؤكداً أن جماعته ستواصل تحدي القرارات الدولية.
الفرح قال في تصريحات مساء أمس السبت، طالعها "المشهد اليمني"، إن جماعته التابعة لإيران: "ستتعامل بالمثل مع كل من يعتدي على مصالح الشعب اليمني أو يحاول الإضرار بسيادته وقراره"مضيفاً أن الحوثيين "لن يتوانوا عن حماية حقوقهم والدفاع عن دينهم وكرامة شعبهم بكل الوسائل المشروعة"، على حد زعمه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news