بين العرف والدين.. قبيلة يمنية تُحاكم ابنها وتقطعه من نسبه لزواجه من "مزينة"

     
الأمناء نت             عدد المشاهدات : 182 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين العرف والدين.. قبيلة يمنية تُحاكم ابنها وتقطعه من نسبه لزواجه من "مزينة"

في مشهد ترفضه الإنسانية، ويصطدم بجدار القيم الإسلامية والشرائع السماوية، أقدمت قبيلة "آل رقام" في اليمن على ارتكاب فعل مشين بحق أحد أبنائها، عبدالله علي رقام، لمجرد أنه اختار شريكة حياته من أسرة تعمل في مهن شريفة كالحلاقة والجزارة، وهي مهن وصفها بعض المتخلفين بـ"المزاينة" وكأنها وصمة عار، لا مصدر رزق كريم.

هذا القرار الجائر، الذي تم توقيعه من قبل وجهاء القبيلة وأمين القرية، لم يكن مجرد إعلان فصل، بل كان إعلاناً عن سقوط أخلاقي مدوٍّ، حيث تم حرمان الرجل ووالده من كل حقوقهم القبلية والاجتماعية، بل وطُردا من التجمع السكني، في ممارسة لا تمت بصلة لأي مبدأ من مبادئ الإسلام أو الإنسانية أو حتى الفطرة السليمة.

 الإسلام يبرأ من هذه الجاهلية:

ما حدث لا يمثل الإسلام في شيء. فالدين الحنيف لا يفرق بين الناس إلا بالتقوى، ولا يحتقر المهن الشريفة التي بها يُطعم الإنسان أهله ويكسب رزقه. النبي محمد ﷺ نفسه قال: *"كلكم لآدم وآدم من تراب"*، ولم يطرد أحداً من نسبه لأنه تزوج من امرأة عاملة أو فقيرة. بل إن الإسلام رفع من شأن العامل والكاسب، وجعل معيار التفاضل هو الأخلاق والعمل الصالح، لا الحسب والنسب.

 الأعراف القبلية حين تتحول إلى أدوات قمع:

ما فعلته قبيلة آل رقام هو نموذج صارخ لانحراف الأعراف القبلية عن دورها الطبيعي في تنظيم المجتمع، وتحولها إلى أدوات طرد وتهميش وتفكيك. هذه الأعراف، حين تُقدَّم على الدين والعقل، تصبح سلاحاً ضد أبناء القبيلة أنفسهم، وتزرع بذور الانقسام والعداوة في وقت تحتاج فيه المجتمعات إلى التماسك والوحدة.

 المفارقة الموجعة:

في الوقت الذي تتعرض فيه القبائل اليمنية لهجوم ممنهج من قبل الحوثيين الذين يسعون لتفكيك بنيتها وإذلال مشايخها، تقوم بعض القبائل بتفكيك نفسها ذاتياً، وتطرد أبناءها بسبب زيجات لا تتوافق مع "مزاج النسب"، وكأنها تعيش في عصر ما قبل الرسالة، حيث كانت المرأة تُدفن حية والرجل يُحاكم على نسب زوجته.

 دعوة للصحوة المجتمعية:

إن ما حدث يجب أن يكون جرس إنذار لكل القبائل اليمنية، ولكل من لا يزال يقدّس أعرافاً بالية على حساب كرامة الإنسان. آن الأوان لإعادة النظر في هذه التقاليد التي تكرّس التمييز وتشرعن الإقصاء، وتتناقض مع كل ما جاء به الإسلام من رحمة وعدل ومساواة.

 لا لتمييز النسب، لا لاحتقار المهن، لا لطرد الإنسان من مجتمعه بسبب الحب والزواج.

هذه القضية ليست مجرد حادثة فردية، بل هي مرآة لأزمة هوية تعيشها بعض المجتمعات، بين الأصالة والجهالة، وبين الدين الحقيقي والدين المزيف الذي يُستخدم لتبرير الظلم.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 699 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 655 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

شبكة اليمن الاخبارية | 564 قراءة 

مليشيا الحوثي تنقل الأسلحة الثقيلة من معسكر استراتيجي في حضرموت إلى هذه المحافظة

المشهد اليمني | 560 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 546 قراءة 

حادثة مأساوية: تزويج طفلة لرجل ثلاثيني ينتهي بصدمة تقلب حياتها

نيوز لاين | 422 قراءة 

اعتقال قائد عسكري كبير و الحارس الشخصي للرئيس صالح سابقاً

يمن فويس | 420 قراءة 

الزبيدي يحدد شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في معركة صنعاء

المرصد برس | 410 قراءة 

حسم سعودي لوضع الإصلاح في اليمن مع محاولته العودة لأحضانها

العاصفة نيوز | 409 قراءة 

مطار الغيضة الدولي يشهد إتمام إجراءات الاستلام والتسليم بنجاح

نيوز لاين | 353 قراءة