الفكر المتطرف واستراتيجية محاربته

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 21 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الفكر المتطرف واستراتيجية محاربته

حمدان الرحبي:

انطلاقاً من ان الفكرة لا تحارب الا بالفكرة، فان المجتمعات العربية والإسلامية أصيبت بمعضلة الفكر المتطرف، والمعلومة المضللة التي تمكنت فيها الجماعات المسلحة من تجنيد اتباعها مستخدمة الأفكار المضللة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية.

ان الفكرة المتطرفة، ونشر الوعي المزيف، هما البوابة الاستراتيجية للجماعات المتشددة لانتشارها وزيادة اتباعها عبر استغلال مختلف المنصات، والوسائل المتعددة التي من الصعب السيطرة عليها في وقتها، فهذه الجماعات تؤمن بان نشر فكرها المتطرف يمكن ان يجلب لها السيطرة على العقول الجاهلة في المجتمعات ومن ثم تجنيد العشرات بسهولة عبر خلاياها المتخفية في المجتمع لخدمة أهدافها الإرهابية.

لقد اصبح الفرد غير الواعي، فريسة سهلة لكل فكرة متطرفة يتم تمريرها عبر المنصات الرقمية، وهو ما يتطلب من نخب المجتمع مواجهتها ومحاربتها عبر استراتيجيات فكرية عملية منظمة، ومن هنا انبثق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، والذي وضع في أهدافه الرئيسية، محاربة الإرهاب عبر اربع استراتيجيات هي: (الفكرية والإعلامية والعسكرية، ومحاربة تمويل الإرهاب)، لتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمعات العربية والإسلامية والعالم ككل، وقد نجح في توحيد الجهود العربية والإسلامية إضافة الى التحالفات مع المجتمع الدولي، للوقوف صفا واحدا لمواجهة الفكر المتطرف والضال لحماية المجتمع أولا، وحماية الأجيال اللاحقة من خطر هذه الجماعات الإرهابية، ومساعدة الدول والشعوب في بناء السد المنيع الوسطي لمحاربة هذه الجماعات.

ان استخدام الجماعات المتطرفة أيا كانت، للمنصات الرقمية اصبح واقعا خطرا، يتطلب تنسيق الجهود وتوحيدها عبر اطر منظمة في قوالب سردية صحيحة، فالفكر المتطرف لا يمثل خطرا على حاضر المجتمعات فقط وانما تبرز خطورته الفعلية على مستقبل دولنا ومجتمعاتنا على المدى البعيد، ومن هذا المنطلق اطلق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب، المبادرات التدريبية لتأهيل نخبة المجتمع في الدول الأعضاء الـ 43 دولة وقاد تحالفات مع دول العالم الكبرى، باعتبار ان الفكر المتطرف يمثل خطرا عابرا للقارات ليس في العالم الإسلامي فقط وانما في العالم ككل، وتسبب في نشر ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي انتشرت في عدد من دول الغرب، وشكلت نظرة سلبية للعالم الإسلامي، دون إدراك لقيم الإسلام وقواعده الصحيحة وسماحته الوسطية، وهو ما مثل تحديا اخر للدول الإسلامية، لتفنيد هذه الصورة المضللة لديننا الإسلامي الحنيف، واظهار التعاليم الاسلامية التي تدعو للتعايش والسلام ونبذ العنف والتطرف.

لقد استغلت الجماعات المتطرفة والمتشددة مواقع التواصل الاجتماعي لبث سمومها الفكرية الضالة في الوقت الذي تعاني فيها الدول من صعوبة في كبح جموح التدفق المعلوماتي عبر هذه المنصات بسبب تعقيداتها المتعددة، والتي تمكن هذه الجماعات من التغلغل في أوساط المجتمع وتجنيد اتباعها وغرس العقيدة المنحرفة الضالة في نفوس كثير من الجهلة الذين يفتقدون للوعي الكامل بخطر التعامل مع أي فكرة متطرفة، فالتجنيد لم يعد يقتصر على التلقين المباشر للعناصر الجاهلة، وانما يتخذ أساليب تواكب التطور في التكنلوجيا وزرع خلايا خبيثة في المجتمعات لتستخدمها فيما بعد لتنفيذ اجندتها واهدافها.

ان العالم الإسلامي اليوم، يواجه حربا في الحاضر، وحربا في المستقبل بسبب هذه الأفكار، ما يتوجب عليه محاربة الفكرة المتطرفة في مهدها ومواجهتها في الحاضر حتى لا تصبح قنبلة موقتة في المستقبل، ليس في العالم الإسلامي فقط وانما في العالم ككل.

•⁠ ⁠صحفي يمني

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مقترح للاطاحة بمجلس القيادة الرئاسي واختيار رئيس واحد لليمن

المشهد اليمني | 725 قراءة 

إعلان سعودي بدولة الجنوب ومخرج آمن لـ "الشرعية"

الحدث اليوم | 583 قراءة 

عاجل:احتراق باص نقل جماعي جديد

كريتر سكاي | 439 قراءة 

رسالة إلى روسيا والصين.. اليمن جمهورية عربية قومية وليست مجرد أرض للمقايضة

المنتصف نت | 387 قراءة 

مجلس القيادة يوافق على جميع قرارات الرئيس عيدروس الزبيدي

صوت العاصمة | 368 قراءة 

انتشار امني واسع وكبير في عدن ومصادر تكشف الأسباب

المشهد اليمني | 283 قراءة 

البيض يفجرها بشان مستقبل الجنوب

كريتر سكاي | 277 قراءة 

مجلس الأمن الدولي يمدد نظام العقوبات المفروضة على اليمن لعام آخر

بران برس | 268 قراءة 

تحركات عسكرية للمخلافي لإثبات السيطرة

كريتر سكاي | 221 قراءة 

صنعاء: التفاصيل الكاملة لرسوم ووثائق استخراج البطاقة الشخصية بجميع حالاتها

الحدث اليوم | 219 قراءة