برشلونة يسحق ريال مدريد في كلاسيكو السيدات

سحق فريق سيدات برشلونة المنافس التقليدي ريال مدريد (4-0)، مساء اليوم السبت على ملعب مونتجويك، ليعزز البلوجرانا تصدره للدوري الإسباني.

وافتتحت البولندية إيفا بايور التسجيل للبارسا، بعد ربع ساعة من البداية. وعادت اللاعبـة نفسها لتضيف الهدف الثاني، في الدقيقة 30.

وحصل ريال مدريد على ركلة جزاء، في الدقيقة 81، لكن كاتالينا كول، حارسة برشلونة، تصدت لتسديدة كارولين وير.

وفي الدقيقة 90+1، أحرزت السويسرية سيدني شيرتينلايب الهدف الثالث لبرشلونة، قبل أن تختتم الأسطورة أيتانا بونماتي الرباعية، في الدقيقة 90+3.

ورفع برشلونة رصيده بهذا الفوز إلى 30 نقطة في الصدارة، بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد، صاحب المركز الثاني.

كامب نو يقترب

في سياق منفصل، لا يزال نادي برشلونة ينتظر الحصول على الموافقة الرسمية من بلدية المدينة، بشأن رخصة المرحلة (1B)، التي تسمح بإقامة المباريات على ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين، قبل مواجهة أتلتيك بيلباو المقررة يوم السبت 22 نوفمبر/تشرين الثاني.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فإن البلدية تمتلك حاليًا جميع الوثائق المطلوبة لتقديم طلب الحصول على الرخصة، التي ستتيح فتح المدرجات الجانبية وزيادة الطاقة الاستيعابية الحالية من 27 ألف متفرج، بموجب رخصة المرحلة (1A)، إلى 45 ألف متفرج.

وحتى أمس الجمعة، لم يتلقَّ برشلونة أي اتصال رسمي من البلدية بشأن حصوله على الرخصة، ما يضع إدارة البارسا في موقف صعب، فيما يتعلق بالتحضيرات اللازمة لاستضافة المباراة، بما في ذلك تجهيز الملعب والتسويق للتذاكر، حيث تتطلب هذه الإجراءات أسبوعًا كاملًا على الأقل.

ومن جانب النادي الكتالوني، لا يستبعد المسؤولون أن تصل الموافقة يوم الإثنين، وهو أيضًا الموعد النهائي المحدد لتمكين ملعب سبوتيفاي كامب نو من استضافة مباراة أتلتيك بيلباو، لكن في حال عدم صدور الضوء الأخضر من البلدية، سيتجه النادي مباشرة نحو الاستعداد لإقامة أول مباراة في الملعب الجديد أمام ألافيس يوم السبت 29 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي يصادف أيضًا الاحتفال بالذكرى الـ126 لتأسيس النادي.

وبالنسبة للتعديلات، نفذ برشلونة بالفعل بعض المطالب الصغيرة التي طالبت بها البلدية، مثل تعديل بعض الحواجز.

ورغم احتمال صدور الموافقة يوم الإثنين المقبل، يبقى الملعب بحاجة إلى إجراء الفحوصات النهائية، مما يعقد إمكانية افتتاحه أمام أتلتيك بيلباو كما كان مخططًا في البداية.

تاريخ كامب نو

يعد ملعب كامب نو واحدًا من أبرز المعالم الرياضية في العالم، ورمزًا لهوية نادي برشلونة العريقة.

تم افتتاح الملعب رسميًا في 24 سبتمبر/أيلول 1957، بعد سنوات من التخطيط والبناء لتلبية احتياجات النادي المتزايدة بعد نجاحاته المتلاحقة في كرة القدم الإسبانية.

جاء إنشاء كامب نو كحل للملعب السابق، ملعب كازا فيا، الذي لم يعد يستوعب أعداد الجماهير المتزايدة، ولم يكن بمستوى الطموحات الرياضية والإدارية للنادي في تلك المرحلة.

في البداية، تم تصميم كامب نو ليستوعب حوالي 93,000 متفرج، ما جعله أحد أكبر الملاعب في أوروبا آنذاك. وقد جاء تصميمه ليواكب المعايير العالمية، مع مدرجات واسعة وملعب مجهز بأحدث التقنيات المتاحة في ذلك الوقت.

ساهمت المساحة الكبيرة للمدرجات في خلق أجواء استثنائية داخل الملعب، ما جعله سريعًا محط أنظار عشاق كرة القدم من مختلف أنحاء العالم، وموطنًا لجماهير برشلونة التي عُرفت بشغفها الكبير.

وعلى مدار العقود، شهد كامب نو العديد من التطورات والتوسعات. ففي السبعينيات والثمانينيات، أدخل النادي تحسينات كبيرة على المرافق والبنية التحتية، شملت توسعة المدرجات وتركيب مقاعد مريحة، وتطوير المناطق الإعلامية والمقصورات الفاخرة. ومع مرور الوقت، أصبح الملعب مجهزًا بأحدث أنظمة الإضاءة والشاشات، إضافة إلى تطوير أنظمة السلامة والأمن بما يضمن تجربة جماهيرية أكثر راحة وأمانًا.

أحداث تاريخية

ومن الأحداث التاريخية التي شهدها الملعب، استضافة العديد من المباريات الكبرى، سواء محليًا أو دوليًا. فقد استضاف نهائيات كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، إضافة إلى مباريات المنتخب الإسباني. كما احتضن فعاليات رياضية وحفلات موسيقية كبيرة، ما يعكس مكانته كمعلم ثقافي ورياضي.

ويُعتبر كامب نو أكثر من مجرد ملعب؛ فهو رمز للهوية الكتالونية وثقافة النادي. الجدار الشهير عند المدخل، المزين بصور وإنجازات الفريق، يعكس تاريخ برشلونة الممتد لأكثر من قرن. كما أصبح الملعب وجهة سياحية مهمة، حيث يستقطب آلاف الزوار سنويًا للتعرف على متحف النادي وجولات الملعب.

وفي السنوات الأخيرة، دخل كامب نو مرحلة جديدة من التطوير ضمن مشروع "إسباي بارسا"، الذي يهدف إلى تحديث مرافق النادي ورفع الطاقة الاستيعابية للملعب. يشمل المشروع تحسينات كبيرة في البنية التحتية، وإنشاء مناطق متعددة الاستخدام، وتزويد الملعب بأحدث التقنيات في الإضاءة والصوت والمراقبة، ليصبح أحد أكثر الملاعب تطورًا في العالم مع الحفاظ على هويته التاريخية.

ويبقى كامب نو أيقونة من أيقونات كرة القدم، بتاريخه العريق وتصميمه المميز، وباعتباره مسرحًا للانتصارات واللحظات التاريخية التي صنعت أمجاد النادي. كل توسعة وكل تطوير يعكس رغبة برشلونة في التحديث دون التفريط في الإرث الذي شكّل هويته عبر الأجيال.

المصدر / كووورة