سحق المنتخب الإسباني نظيره الجورجي بنتيجة (4-0)، مساء اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة الخامسة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2026، على ملعب بوريس بايتشادزه في تبليسي.
وسجل رباعية إسبانيا ميكيل أويارزابال "هدفين"، فيران توريس، ومارتين زوبيميندي في الدقائق (11، 22، 34، و63).
ورفع الماتادور رصيده إلى 15 نقطة في صدارة جدول ترتيب المجموعة الخامسة، ليقترب أكثر من حسم التأهل، بينما تجمد رصيد جورجيا عند 3 نقاط في المركز الثالث.
لم تنتظر إسبانيا كثيرًا لكي تفرض حضورها، إذ لم تمر سوى ست دقائق حتى تسبب جوتشوليشفيلي في ركلة جزاء بعد لمسة يد واضحة داخل المنطقة، ليستغرق الحكم لحظات قليلة في مراجعة اللقطة عبر تقنية الفيديو قبل أن يمنح “لا روخا” الفرصة الأولى للتهديف.
تقدم ميكيل أويارزابال لتنفيذ الركلة بحسم وثقة، مسددًا بيسراه كرة زاحفة في الزاوية اليمنى، ليُسكت جماهير تبليسي عند الدقيقة 11 ويضع إسبانيا في المقدمة.
الهدف المبكر فتح الباب أمام الإسبان للسيطرة الكاملة، فارتفعت وتيرة اللعب، وبدأت الخطوط تتقدم للأمام.
وبعد دقائق، عاد ميكيل ميرينو ليفرض حضوره ويحصل على خطأ في نصف ملعبه، قبل أن يطلق أليكس باينا واحدة من أخطر فرص الشوط الأول، حين ارتطمت تسديدته الساحرة بالقائم الأيسر في الدقيقة 17.
ولم يتوقف الضغط الإسباني، فجاءت مكافأة الجهد الجماعي في الدقيقة 22 بطريقة نموذجية بعد تمريرة متقنة من فابيان رويز شقت دفاع جورجيا، ليجد مارتين زوبيميندي نفسه في مواجهة المرمى قبل أن يسدد بقوة في أقصى الزاوية العلوية، معلنًا الهدف الثاني الذي زاد من معاناة أصحاب الأرض.
وحاول المنتخب الجورجي الرد عبر محاولة من دافيتاشفيلي إلا أن الدفاع كان حاضرًا، قبل أن تتلقى شباكه الهدف الثالث في الدقيقة 34، حين تابع فيران توريس كرة عرضية قصيرة من أويارزابال ووضعها بسهولة داخل المرمى، في لقطة عكست التفاهم الكبير بين عناصر الخط الهجومي.
ومع بداية الشوط الثاني، استمرت إسبانيا على النهج ذاته، وهددت مرمى مامارداشفيلي بمحاولة جديدة لأويارزابال في الدقيقة 46 تصدى لها الحارس، قبل أن يُحرم فيران توريس من تسجيل هدف آخر بعد تدخل الدفاع.
وفي المقابل، أضاع تاباداتزه فرصة ثمينة لتقليص الفارق برأسية مرت إلى جوار القائم في الدقيقة 49، لكنها لم تكن كافية لقلب موازين المباراة.
وواصلت إسبانيا سيطرتها وتحكمها الكامل في نسق اللقاء، ومع ازدياد الضغط جاء الهدف الرابع في الدقيقة 63، حين ارتقى أويارزابال لعرضية متقنة من فيران توريس ووجه ضربة رأسية انزلقت بسلاسة إلى الزاوية اليمنى للمرمى، ليؤكد تفوق المنتخب الإسباني.
وفي الدقائق الأخيرة، ظهرت محاولات من البدلاء، أبرزها تسديدة بورخا إجليسياس التي تألق مامارداشفيلي في إبعادها، ثم رد كفاراتسخيليا بمحاولة قوية أنقذها أوناي سيمون بثبات، قبل أن يختتم تسيتايشفيلي فرص اللقاء بتسديدة علت العارضة.
تصريحات دي لا فوينتي قبل المباراة
قال دي لا فوينتي، الذي حرص على تهدئة الأجواء، بعد الخلافات الأخيرة مع نادي برشلونة، حول مشاركة لامين يامال، إن الوقت الحالي يتطلب النظر إلى الحاضر والمستقبل بشكل متوازن.
وتابع "أفضل خبر هو أنه لا يزال أمامنا 15 عامًا مع يامال، يجب علينا أن نفكر في الحاضر، وهو أن نمتلك اللاعبين الموجودين لدينا، وأن نفوز لتقريب خطوة التأهل لكأس العالم".
وأكد المدرب، أن العلاقة مع الأندية الإسبانية لا تزال بنّاءة، على الرغم من الخلافات المؤقتة، منوها "العلاقة مع جميع الأندية جيدة، ومع ذلك، كل شيء يمكن تحسينه. علينا أن نتطور لنكون فريقًا أكثر قوة ونتمكن من القتال بقوة من أجل كأس العالم".
وفي معرض حديثه عن جدول المباريات المكثف قبل انطلاق كأس العالم، أبدى دي لا فوينتي قلقه من احتمالية وقوع إصابات بين لاعبيه، وقال "للأسف، الإصابات جزء من كرة القدم، لكن ضغط المباريات الحالي والطلب الكبير على اللاعبين، يعني أن جميع الفرق تواجه إصابات".
وأضاف أن مواجهة جورجيا ستكون أكثر تعقيدًا مما كانت عليه مباراة الفريقين قبل موسمين في تبليسي "إنها مباراة معقدة ولن تشبه ما حدث قبل عامين ونصف. لديهم لاعبو خط وسط وهجوم على مستوى مميز في الدوريات الأوروبية، خاصة داخل إسبانيا، لذلك نحن بحاجة إلى تقديم أفضل ما لدينا لنتمكن من الفوز".
وتخوض إسبانيا، اللقاء، دون تلقي أي هدف في التصفيات الحالية، وهو سجل مثالي يعكس صلابة الفريق الدفاعية.
لكن دي لا فوينتي، رفض الانشغال بالأرقام، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو ضمان التأهل "ما يهمنا هو التأهل لكأس العالم بغض النظر عن الإحصاءات، نريد الفوز لضمان خطوة الحسم".
وقال "من الرائع رؤية الحماس لدى الجماهير، لكن علينا أن نبقي أقدامنا على الأرض. الفوز ليس سهلاً، ولا يقدم أحد أي شيء مجانًا. كما رأينا مؤخرًا، الأمور دائمًا معقدة، وعلينا أن نأخذ كل مباراة على حدة".
زوبيميندي: الحذر قبل كل شيء
من جانبه، قال مارتن زوبيميندي، لاعب وسط آرسنال "في الوقت الحالي، لا أرى نفسي ألعب في المونديال، لأننا لا زلنا بحاجة للتأهل".
وأشار زوبيميندي إلى أن الفريق، رغم قوته الفردية، يبقى مرتبطًا بنتائج الفرق الأخرى "حتى لو قدمنا أفضل أداء، نظل تحت رحمة النتائج الأخرى. هدفنا الآن هو التأهل فقط، وليس أكثر من ذلك".
وأوضح لاعب الوسط الإسباني أن القوة الحقيقية للفريق، تكمن في التماسك الجماعي: "إحدى نقاط قوتنا الأساسية هي الكتلة المتماسكة التي لدينا. لدينا أساس مشابه منذ عامين أو ثلاثة، وهذا يساعد في تنظيم اللعب والتدفق الفني، ويجعلنا أقوى أمام المنافسين".
وعن هدفه الشخصي في المستقبل، اختصر زوبيميندي رؤيته ببساطة: "كأس العالم هي البطولة التي تثبت أنك الأفضل في العالم. أولاً، علينا التأهل، وبعد ذلك علينا النجاح في اللحظة الحاسمة".
المصدر / كووورة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news