رصد خاص: صدمة وتوجس أوساط الحوثيين بعد أن التهم “التفاح” حساباتهم الفاعلة

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:

برغم محاولات قيادات جماعة الحوثي المصنفة إرهابية ونشطائها التقليل من حملة حذف وتدمير الحسابات الفاعلة لهم (أكل تفاح) إلا أن الردود على الحملة من قبل قيادات الحوثيين ونشطائها تقول غير ذلك.

الحملة تقودها منصة #واعي منذ أيام واستخدمت مصطلح “أكل تفاح” على الحسابات التي تقوم بتدميرها، وهو مثل يمني اشتهر خلال السنوات الماضية بشكل واسع، يطلق على مقاتلي جماعة الحوثي الذين لقوا حتفهم.

منصة واعي أعلنت حتى اليوم أنها دمرت مايزيد عن 115 حساباً فاعلاً لقيادات ونشطاء جماعة الحوثي في منصات فيسبوك وأنستغرام وتكتك، يتجاوز عدد متابعيه 3 مليون و500 ألف متابع كما تقول المنصة.

وفي هذا السياق رصد “يمن ديلي نيوز” صدمة وتوجساً كبيراً أوساط الحوثيين من الحملة، بين من ذهب إلى اعتبارها بداية لتصعيد ميداني، ومن قلل من شأنها واعتبرها تراجعاً عن هدف تدمير الجماعة إلى تدمير الحسابات، وآخر حذر من خطرها ورأى فيها حرباً أمريكية وإسرائيلية ضد الجماعة.

استياء حوثي واسع

البداية مع رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ المعين من جماعة الحوثي نصر الدين عامر الذي تعرض حسابه في فيسبوك للحذف كتب على حسابه في اكس مقال بعنوان “الخلاصة في قضية إغلاق بعض الحسابات على فيسبوك”.

عامر رأى في إغلاق الحسابات “شكلاً من أشكال الإفلاس والفشل في مواجهة الحقيقة وجزء من مخطط التصعيد والجولة القادمة من الصراع مع العدو، وأنها مؤشر على اعتماد الجولة القادمة من التصعيد على الحرب الإعلامية والنفسية كركيزة أساسية.

عامر حاول التشكيك في أن حذف الحسابات نتيجة بلاغات، قائلا: “لو كانت القضية متعلقة بالبلاغات كما يدّعون، فلماذا لم يستطيعوا فعل ذلك سابقًا؟ ولماذا ظهرت الآن فقط قدراتهم المذهلة على السيطرة على العاصمة اليمنية فيسبوك؟”

تشوية الصورة المشرفة

من ناحيته علق الإعلامي في قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي حميد رزق قائلا: “توجهات أمريكية صهيونية من أجل اسكات أصواتنا وشن حملة تشويه للصورة المشرفة التي علقت في اذهان العالم عن صنعاء لوقوفها الصادق والجاد الى جانب غزة”.

أما المعين من قبل جماعة الحوثي وكيلا لوزارة الإعلام “احمد مطهر الشامي”، غرد قائلاً من السذاجة أن مرتزق يمتلك صفحة يحقق ما لم تحققه جيوش إلكترونية تابعة للسعودية والإمارات”.

وأضاف: احترموا عقول الناس، المسألة ببساطة انحياز فاضح من ادارة فيسبوك للإسرائيلي، لكن يشتوا يأكلوا الثوم بلقف توكل كرمان وشلتها في تركيا.

مذبحة رقمية

وردًا على إغلاق حساباته الشخصية أعلن الشيخ القبلي المؤيد لجماعة الحوثي “أمين عاطف” إطلاق مبادرة جديدة تحمل اسم “رابطة الإعلام الشعبي اليمني”، في خطوة قال إنها تهدف إلى تعزيز حضور الإعلام المجتمعي في مواجهة ما وصفه بـ”التضييق الرقمي”.

وأضاف عاطف: “يؤلمنا كثيراً أن يُغلق إعلامُ المرتزقة حسابات قيادات الأنصار الجهادية والرسمية على المنصّات الرقمية للسوشيال ميديا …لكن كلمة الحق لا تُغلق، والصوت الحر لا يُسكَت!”

وأشار إلى أن الرابطة المزمع تأسيسها ستفتح باب العضوية قريبًا أمام الإعلاميين والناشطين، بهدف “بناء إعلام شعبي محترف يعبّر عن قضايا اليمنيين ويواكب الأحداث الميدانية والإنسانية”.

وفي سياق متصل، انتقد عاطف عمليات إغلاق الحسابات التي قال إنها شملت نحو 50 حسابًا على منصة “فيسبوك” خلال فترة قصيرة، في “استهداف رقمي يؤثر على حرية التعبير لعدد من المستخدمين اليمنيين”.

وأضاف: هذه الحملة نفذت بطريقة احتيالية خلال ثلاثة أيام لا نها تُعدّ نصرًا خالصًا، وإنجازًا “عظيمًا” يستحق أن يحتفلوا به في مختلف عواصم العالم لمدة شهر واحد على الاقل، فهو أعظم ما حُصد خلال عشر سنوات كاملة استنفذت ترليون دولار.

وقلل عاطف من شأن الحسابات التي تم إغلاقها برغم أنها طالت المتحدث العسكري للحوثيين ونصر الدين عامر وآخرين.

وقال: “الحسابات المستهدفة تعود لمواطنين لا يرتبطون بجهات رسمية، وعدم امتلاكهم جيشًا رقميًا للرد على هذه الإجراءات”.

وقال “أُغلِقت حسابات، وحُجِبت منشورات، ووُجهت الضربة إلى أصوات لم تقل سوى كلمة الحق”.

حرب نفسية

إلى ذلك قال عضو مجلس الشورى لدى جماعة الحوثي “عبدالسلام جحاف”، إن إغلاق الحسابات والمنصات هي إحدى وسائل “العدو” التي تعبر عن عجزه وفشله وانهزامه بالرغم من كل ما يمتلكه من إمكانات في الحرب النفسية والإلكترونية. حسب قوله

وعلى خلاف سابقيه الذين قللوا من عملية الحذف قال جحاف إن “تصغير ما يحدث وحصره في إغلاق حساباتنا سذاجة، كأنها خطوة فردية قام بها شخص واحد؛ هذا تسطيح لا يليق بحجم المشكلة، فما يجري ممنهج، ومنشوراتكم التي تردّد هذا التفسير الساذج مجرد ترويج لبوق لا يرى أبعد من أنفه”.

وفي السياق قال وزير التعليم العالي السابق في حكومة الحوثيين غير المعترف بها “حسين حازب”، إن إغلاق منصات التواصل دليل إفلاس وهزيمة من يقف خلفه، ودليل زيف وكذب شعارات الحرية وحقوق الإنسان”.

اختراقات واسعة

الشاعر الموالي للحوثيين “محمد الجرموزي” أحد الذين تم إغلاق حساباتهم ذهب إلى الحديث أن العملية لاتقتصر على حذف الحسابات، وإنما تتزامن مع عملية اختراق وسحب للمعلومات.

وقال: التطورات الأخيرة المتعلقة بإغلاق عدد من الحسابات التابعة لجهات وناشطين في منصات التواصل الاجتماعي لا تقتصر على تعطيل حسابات، بل تمتد إلى “اختراقات واسعة وسحب معلومات” من داخلها.

وأضاف: “عملية الاختراق” تم تنفيذها على نطاق واسع وأدت إلى سقوط حسابات عديدة “كأوراق الخريف”.

واعتبر الجرموزي أن ذلك يكشف عن “مستوى استهانة بقدرات الخصوم في الفضاء الرقمي” ويستوجب مراجعة شاملة للمسار التقني والإعلامي.

وطالب جماعته باتخاذ “قرارات عاجلة” للحيلولة دون أي تداعيات أكبر قد تمس مستويات أخرى، قائلاً إن تجاهل ما حدث “قد يقود إلى نتائج خطيرة”.

وتحدث الجرموزي، عن وجود “جهة منظمة” تقف خلف العملية، مشيرًا إلى أن تفاصيل قد تُعلن في وقت لاحق.

كما أشار إلى أن بعض الأشخاص الذين تم تداول معلومات غير دقيقة عنهم “تم التواصل معهم ومعالجة الإشكالات”.

أكثر من 100 حساب

وتأتي الحملة الرقمية الموسومة بـ“#خليك_واعي” في سياق تصاعد المواجهة الإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تهدف إلى ملاحقة وإزالة المحتوى الذي يثير الكراهية والذي تروّج له جماعة الحوثي وأنصارها. كما تقول المنصة.

ورغم الغموض الذي يكتنف الجهة التي تدير هذه الحملة، إلا أنها سرعان ما حصدت تأييدًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل في اليمن، مقابل موجة استياء وغضب بين ناشطين موالين للجماعة.

وخلال الأيام الماضية، نجحت “واعي” في إغلاق عدد من أبرز الحسابات المرتبطة بالجماعة، بينها حساب رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ التابعة للحوثيين، نصر الدين عامر، وحساب الناطق العسكري يحيى سريع إضافة إلى حسابات الإعلام الأمني، وعدد من الحسابات المؤيدة للجماعة.

ووفق آخر الاحصائيات الصادر عن المنصة بلغ عدد المنصات التي تم حذفها حتى اليوم 117 منصة تابعة للحوثيين يتابعها أكثر من 3.5 مليون متابع.

ويُشار إلى أن منصة “واعي” ظهرت لأول مرة عام 2013 كحراك رقمي يهدف إلى توعية اليمنيين بمجريات الأحداث، ورصد الانتهاكات المختلفة، عبر حملات رقمية متعددة ووسوم مخصصة تعكس طبيعة كل تحرك إعلامي تقوم به.

منصة يمنية مجهولة تدمر حسابات الحوثيين.. متخصص سيبراني لـ “يمن ديلي نيوز”: الأمر واقعي

مرتبط

الوسوم

منصات التواصل الاجتماعي

منصة واعي

أكل تفاح

حسابات الحوثيين

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط