مشاهد من القلق والتوتر تخيم على مديرية السياني جنوب محافظة إب، في ظل تصاعد أنشطة مليشيا الحوثي الإرهابية المشبوهة، التي تتمثل في انفجارات متتالية وانتشار عسكري كثيف في سلاسل الجبال المحيطة. وتتعاظم مخاوف الأهالي والمراقبين من أن هذه التحركات ما هي إلا مقدمة لبناء تحصينات عسكرية كبيرة تطل على الخط الرئيسي الرابط بين محافظات اليمن، وهو ما قد يغير من التوازنات الأمنية في المنطقة ويهدد شريانًا حيويًا للحركة والتجارة.
تفاصيل من الميدان:
وكشفت مصادر محلية وشهود عيان لـ"المشهد اليمني" أن سكان المناطق الجبلية المحيطة بـ "الحيزم والحميراء وذي يشرق" يعيشون حالة من الرعب والترقب، بسبب سماعهم لأصوات انفجارات عنيفة ومتكررة على مدار الساعة، ليلاً ونهارًا، منذ عدة أيام.
وأوضحت المصادر أن تلك الانفجارات لم تكن عشوائية، بل تزامنت مع تحركات غير مسبوقة لعناصر وآليات تابعة للمليشيا، حيث شوهدت دفعات عسكرية تتجه إلى قمم الجبال وتتوغل في الوديان والشعاب النائية، مع فرض طوق أمني مشدد على المداخل والمخارج لمنع الاقتراب أو رصد ما يجري.
الرسمي مقابل الواقع:
وفي محاولة لتمويه أنشطتها، تروج المليشيا عبر وسطائها وعناصرها في المنطقة بأن تلك الأعمال هي عبارة عن عمليات بحث وتنقيب عن آثار ومكنوزات تاريخية مدفونة في تلك الجبال.
إلا أن ترجيحات السكان والمراقبين تذهب في اتجاه آخر أكثر خطورة، حيث يعتقدون أن المليشيا تعمل على بناء شبكة معقدة من الأنفاق والخنادق ومخابئ الأسلحة تحت الأرض، إلى جانب تحصينات عسكرية فوق سطح الأرض.
الأهمية الاستراتيجية للمنطقة:
تكتسب هذه التحركات أهميتها من الموقع الجغرافي للجبال المشرفة عليها، حيث تطل مباشرة على الطريق الرئيسي "إب - تعز"، وهو شريان حيوي لا يربط مدينتي إب وتعز فحسب، بل يمتد ليربط وسط البلاد بجنوبها وشمالها.
وتُعد السيطرة على هذا الممر الاستراتيجي هدفاً عسكرياً بالغ الأهمية لأي طرف في النزاع اليمني، حيث يسمح بقطع الإمدادات أو فرض سيطرة فاعلة على تحركات القوات والمواطنين.
تداعيات ومخاوف مستقبلية:
تثير هذه التطورات قلقاً بالغاً بين الأهالي الذين يخشون من أن تكون مديريتهم على وشك التحول إلى ساحة معركة جديدة، أو أن تُستخدم كقاعدة انطلاق لعمليات عسكرية تستهدف المحافظات المجاورة، لا سيما تعز التي تشهد معارك ضارية على جبهاتها المتعددة.
وطالب عدد من الناشطين والمواطنين السلطات المحلية والتحالف العربي الداعم للشرعية بالتدخل العاجل لكشف ملابسات هذه التحركات ووقفها قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة.
وحتى اللحظة، لم تصدر أي تعليقات رسمية من قبل قيادة مليشيا الحوثي بشأن هذه الأنشطة، مما يزيد من الغموض والترقب في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة أمنية واقتصادية. ويبقى الأهالي بين فكي كماشة: الخوف من المجهول الذي تحفره المليشيا في جبالهم، والقلق من المستقبل الذي قد تجلبه هذه التحصينات على حياتهم ومستقبل أبنائهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news