في ظل عمليات تجنيد جديدة .. قيادات منشقة عن تنظيم القاعدة في اليمن تطالب بالتحاكم مع نظرائهم المتحالفين مع الحوثيين
نشر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، محمد بن فيصل، وثيقةً لقيادات منشقة من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، تطالب فيها قيادة التنظيم بالتحاكم أمام محكمة شرعية مستقلة، على خلفية ما تصفها بـ «قضايا فساد داخلية».
من بين الموقعين على الوثيقة، القيادي سند الوحيشي، شقيق مؤسس التنظيم وزعيمه الأول في اليمن، ناصر الوحيشي المعروف بلقبه «أبي بصير الوحيشي». المنشقون يحمّلون القيادة المسؤولية بسبب تحالفها مع الحوثيين، ويطالبونها بإجراء تحقيق علني ونزيه.
وتنص الوثيقة على أن «عددًا من الأمراء والمشايخ المنشقين» قد وقعوا على البيان، لكنهم تحفظوا في ذكر أسمائهم لأسباب أمنية، مع وعد بعرض بقية الأسماء على مشايخ الجهاد والمعنيين بالأمر. كما تمنح الوثيقة قيادة التنظيم مهلة عشرة أيام للرد والموافقة على دعوة التحاكم أمام محكمة شرعية محايدة، محذّرة من أنها ستحملها «المسؤولية الكاملة» في حال رفضها أو تجاهلها.
وعند سؤال موقع «المنتصف» للباحث محمد بن فيصل عن طبيعة القضايا التي تضمنها الطلب وما إذا كانت مرتبطة بالتحالف مع الحوثيين، أجاب أن التفاصيل لا تزال غير واضحة، وأن المنشقين متكتمون حولها. وأضاف أن «الصورة ستتضح بعد انقضاء المهلة»، داعيًا إلى انتظار المزيد من التطورات.
في تصريحاته السابقة، أكد بن فيصل وجود تنافس فعلي بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وتنظيم القاعدة في اليمن من جهة أخرى، خاصة من حيث الخطط الوقائية والمضادة. وأوضح أن الولايات المتحدة اتّبعت استراتيجية «ضرب الرؤوس» لتقويض قدرات التنظيم، لكنها في الوقت نفسه عملت على إعادة تأهيل وتعيين قيادات جديدة لتعويض الخسائر.
وأشار إلى أن هذا المسار دفع واشنطن إلى استهداف البنية اللوجستية للتنظيم (مثل المصانع والمخازن) بالإضافة إلى خلاياه الميدانية، مشيرًا إلى ضربات حديثة في شبوة ومأرب.
وتفيد المعلومات المتوفّرة بأن الحوثيين، بدعم من إيران، قد وفّروا للتنظيم إمكانات قتالية وأسلحة لتسهيل عمليات تجنيد جديدة، في إطار استعداد مشترك للمرحلة المقبلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news