تشهد محافظة ذمار واحدة من أخطر موجات العبث بالتراث اليمني خلال السنوات الأخيرة، مع اتساع عمليات النهب والتدمير التي طالت عشرات المواقع الأثرية والتاريخية، وسط اتهامات لقيادات في مليشيا الحوثي بالوقوف خلف عصابات متخصصة في تجريف الآثار، وفق ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط.
وذكرت مصادر محلية أن الاعتداءات الأخيرة امتدت إلى مواقع تعود لحضارات يمنية قديمة، حيث نفّذت العصابات حفريات عشوائية أدّت إلى تدمير مومياوات وطمس معالم تاريخية نادرة، في انتهاك واسع للهوية الثقافية للمحافظة.
وتضمنت الهجمات مقبرتين أثريتين؛ إحداهما تقع على منحدر جبلي في مديرية جهران، والأخرى في قرية «النواري» بمديرية عتمة، إضافة إلى مواقع في مناطق المختبية والحطمة ومصنعة مارية في مديريتي الحدا وعنس. وبحسب المصادر، فقد جرى الاستيلاء على لُقى أثرية متعددة، بينها تماثيل برونزية وقطع جنائزية ونقوش حجرية بخط المسند، يقدّر عمر الكثير منها بآلاف السنين.
وكشفت المصادر أن إحدى أخطر عمليات التجريف وقعت في مقبرة جماعية معلّقة في جبال جهران، حيث تسببت أعمال الحفر في تلف مومياوات وهياكل بشرية كانت محفوظة بشكل استثنائي.
ونقلت الصحيفة عن سكان محليين تأكيدهم أن هذه العمليات ليست حوادث متفرقة، بل تأتي ضمن سلسلة منهجية من الاعتداءات على المواقع الأثرية منذ سيطرة الحوثيين على المحافظة.
وشهد موقع «مصنعة مارية» في مديرية عنس، وهو من أبرز المواقع التابعة لحضارة حمير ويضم أكثر من 25 موقعًا أثريًا، أعمال حفر واسعة بحثًا عن معادن وقطع أثرية، فيما أفاد شهود بأن جزءًا من المسروقات نُقل خارج المحافظة ووصل لاحقًا إلى أسواق خارجية.
وأشار مختصون إلى أن منطقة مارية تعد من أغنى المناطق اليمنية بالمعالم التاريخية، إذ تحتضن نمطًا معماريًا فريدًا يعكس تعاقب حضارات تمتد لقرون طويلة.
ولم تكن هذه الاعتداءات الأولى من نوعها؛ فقد سبق أن تعرض موقع «هران» الأثري قبل نحو عامين لأعمال تخريب وتشويه، تحت غطاء مشروع سياحي بتمويل من جمعية إيرانية، ما أدى إلى تدمير أجزاء من الموقع ونقل عدد من القطع الأثرية إلى جهات مجهولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news