أسبوع آخر ينقضي حاملًا بين طياته موجة متطرفة من الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين في عدد من المحافظات، شملت عمليات قتل واغتيال، ودهس، واغتصاب، واختطافات واسعة، واقتحامات لمقار منظمات دولية، إلى جانب تصعيد خطير ضد الأكاديميين والتربويين وشيوخ القبائل، في استمرار لنهج العنف والفوضى الذي تفرضه المليشيا في المناطق المنكوبة بسيطرتها.
ورصدت "
وكالة 2 ديسمبر
"- خلال الأسبوع المنصرم- سلسلة واسعة من الانتهاكات توزعت على صعدة وحجة وإب وذمار والبيضاء والحديدة والجوف وصنعاء، وسط مؤشرات تؤكد تنامي التوتر داخل المليشيا واتساع حملات الجباية والبطش ضد السكان.
جرائم قتل
قُتل ثلاثة مدنيين من أبناء محافظة ريمة في صعدة، معقل مليشيا الحوثي، على أيدي مسلحين حوثيين، وهم: وليد أحمد علي قائد الريمي- أثناء توزيعه مواد غذائية في منطقة عفرة- وعابد الحبسي، وعبده صالح دغيش العبدي في حوادث مماثلة.
في محافظة حجة، عُثر على جثة الأكاديمي الدكتور حمود ناصر الورقي في بئر مهجورة بعد تعرضه للضرب والاعتداء على يد مسلحين تابعين للقيادي الحوثي عبدالله القدمي.
وفي محافظة الحديدة الساحلية، لقي ثلاثة مواطنين حتفهم في حادث دهس بطقم حوثي في مديرية المنصورية.
وفي جريمة منفصلة، أقدم القيادي الحوثي أحمد عبده القاعدي على قتل المواطن فيصل علي محمد سعيد أمام أسرته في جبل راس، بعد تهديده له بسبب اعتراضه على المناهج الطائفية.
كما قتلت عناصر المليشيا الشاب عبدالوهاب المزروعي من قبيلة "ذو حسين" في نقطة تفتيش بمنطقة اليتمة بمحافظة الجوف.
أما في محافظة إب، فعثر سكان على جثة طفل في التاسعة من عمره مشنوقًا في مزرعة قات بمديرية السدة، ووُجِّهت أصابع الاتهام إلى عناصر مليشيا الحوثي.
كما أُصيب الشابان فهد عبدالله (17 عامًا) وعميد نجيب (16 عامًا) إثر انفجار عبوات ناسفة زرعتها المليشيا في طريق فرعي يربط لحج بتعز أثناء مرورهما على متن دراجتيهما الناريتين.
اختطافات وحصار وتغذية نزاعات
شنت المليشيا حملة اختطافات في محافظة إب استهدفت شخصيات تربوية، بينها شائف الحرارة، نائب مدير الإدارة التعليمية في مديرية يريم، واقتادته إلى جهة مجهولة دون توجيه تهم رسمية.
كما أقدمت المليشيا على نقل الأكاديمي حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي من مقر ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات في العاصمة المختطفة صنعاء إلى معتقل جديد في شملان، بعد يوم من اختطافهما.
واختطفت المليشيا محمد حسين الديلمي، أمين قرية وخطيب مسجد في ذمار، بعد مداهمة منزله بطريقة مفاجئة وتعسفية.
وفي محافظة الجوف، فرضت المليشيا حصارًا مشددًا على قرية "آل قباص" عقب مقتل أحد مرافقي القيادي الحوثي، وطوقت القرية وأقامت نقاط تفتيش مطالبة القبائل بتسليم أبنائها.
وشهدت قرية بني زياد في البيضاء مواجهات قبَلية دامية بين آل علي سعيد والجوابرة، أسفرت عن 14 قتيلًا وأكثر من 30 جريحًا، بعد تزويد الحوثيين الطرفين بالسلاح والتحريض لإشغال القبائل.
محاكمات تعسفية واقتحام منظمات
أجرت المحكمة الجزائية المتخصصة المنحلة في العاصمة المختطفة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، محاكمات لأكثر من 20 مختطفًا من موظفي الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمحلية، وسط إجراءات أمنية مشددة وغياب الدفاع القانوني.
وطالبت النيابة الحوثية بإعدام 21 متهمًا بزعم ارتباطهم بشبكات تجسس دولية، في إجراءات قضائية جرت دون حضور محامين للدفاع عن المتهمين.
كما اقتحمت المليشيا مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهيئة الطبية الدولية في صنعاء، واحتجزت موظفين وصادرت معدات، في تصعيد جديد ضد المنظمات الإنسانية.
انتهاكات متعددة
قُتل المشرف الأمني للمليشيا أحمد وازع الفرجة، وأُصيب عنصر آخر برصاص مسلحين حوثيين أُرسلوا لاعتقاله بعد خلافات مع قيادته، ما يعكس تنامي التصفيات البينية في أوساط المليشيا.
في سياق منفصل، طالب المصور جهاد اليمني بإعادة هاتفه ومعدات التصوير التي صودرت أثناء اختطافه في إب، ما أثر على مصدر رزقه ودراسته الجامعية.
وأثار قرار المليشيا بتعيين عبدالله يحيى صلاح الغالبي رئيسًا لهيئة التفتيش القضائي في صعدة موجة سخط واسعة، وسط اتهامات بتهميش الكفاءات وتكريس التعيينات الطائفية.
وارتكب نجل قيادي حوثي جريمة اغتصاب فتاة تبلغ 19 عامًا في الدريهمي بالحديدة، مستغلًا نفوذ والده، ما أدى إلى ولادة طفل، بينما رفضت المليشيا الحوثية لأشهر دعوات الأهالي بمحاسبة الجاني.
وفي محافظة إب، أحبط الأهالي محاولة الحوثيين تأجير أرض تابعة لمسجد لإنشاء محطة غاز، مؤكدين رفضهم التعدي على حَرَمِه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news