أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو التي حمّل فيها الدعم السريع وحده مسؤولية تأخر تنفيذ خطة الرباعية، وما أعقبها من تصريحات مغايرة لمسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، تساؤلات كبيرة حول الموقف الأميركي من حرب السودان، فهل يعكس ذلك تباينًا في الرؤى أم أنه جزء من تبادل أدوار تكتيكي؟
رغم إعلان الدعم السريع موافقته رسميًا على الخطة الرباعية، واستمرار قيادة الجيش في إرسال إشارات سالبة عن الجهود الدولية، قال الوزير روبيو في تصريحات أدلى بها الأربعاء على هامش اجتماعات مجموعة السبع في كندا: "المشكلة الأساسية التي نواجهها هي أن قوات الدعم السريع توافق على الأمور ثم لا تفي بأي منها"، وهو ما اعتبره مراقبون حديثًا لا يعكس حقيقة مواقف الطرفين.
وبدا بولس أكثر قربًا من الموقف الأميركي الثابت والمعلن، حيث قال في تغريدة على حسابه في منصة "إكس" بعد ساعتين من حديث الوزير: "تحث الولايات المتحدة أطراف النزاع في السودان على الموافقة فورًا على الهدنة الإنسانية المقترحة".
في الأثناء، يجري مختصون في دوائر الإدارة الأفريقية في الخارجية الأميركية نقاشًا مكثفًا في جلسات "تقييم ردود الفعل" من أجل قراءة ورصد الاستجابات التي خلقتها تصريحات روبيو التي جاءت بعد أيام من إعلان الدعم السريع في بيان رسمي موافقته على الخطة، في حين لا يزال الجيش هو الذي يرفضها.
وأشار مراقبون إلى أن تصريحات بولس هدفت لتصويب تصريح الوزير وإعادة النطق بالموقف الأميركي الحقيقي الذي بدأ يتحامل على الإشارات السالبة التي تخرج من بورتسودان، وتصاعد التحديات الكلامية التي يطلقها مساعد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ياسر العطا.
تباين أم تبادل؟
يتركز النقاش في واشنطن - بحسب المراقبين - حول ما إذا كانت تصريحات الوزير خالفت الخط الأميركي المعروف بإدانة الطرفين، حيث أنها جاءت بعد أيام من موافقة الدعم السريع على الخطة الرباعية.
فور صدور تصريحات روبيو، تناول المحللون هذا التضارب بقراءات مختلفة وخاصة أن روبيو يجمع في شخصه منصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس ترامب الأمر الذي جعله أحد أركان الإدارة الأميركية النافذين.
وفسر آخرون الأمر بأنه طريقة للإعلان عن انتقال الولايات المتحدة لمرحلة ممارسة ضغط أكبر وعلني على طرفي القتال لكن الوزير أراد توصيل الرسالة عبر طرف واحد.
ورأى مهدي الخليفة البرلماني والوزير الأسبق بالخارجية السودانية، أن تصريحات بولس وروبيو، أظهرت تبايناً وتناقضا واضحاً في توصيف الأزمة وتحديد المسؤوليات.
وقال إن هذا التناقض يطرح تساؤلات حول مدى التنسيق داخل الإدارة الأميركية في التعاطي مع الملف السوداني، خاصة أن التصريحين صدرا في توقيت متقارب وفي سياق دبلوماسي واحد تديره واشنطون عبر الرباعية الدولية.
وأوضح الخليفة لموقع سكاي نيوز عربية "رغم أن اختلاف النبرة لا يعني بالضرورة غياب التنسيق، إلا أنه يكشف عن ازدواجية في الرؤية الأميركية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news