نحن الجنوبيون ـ للأسف ـ كثيرًا ما ننشغل بالكره لبعضنا البعض، ونتفنن في جلد ذواتنا تحت شعارات واهية تُسمى "الشفافية" و"قول الحقيقة"، لكنها في الواقع لا تعدو كونها وقاحة ممزوجة بادعاء الصدق. ولا ندري متى سنتحرر من هذا المرض المستشري في جسدنا الاجتماعي.
في أيام حكم عفاش، كان يتم تأهيل أفشل وأسوأ الشباب لتولي إدارة شؤون الدولة المدنية والعسكرية، بينما الأذكياء وأصحاب الكفاءات كان عفاش وأتباعه يركنونهم في البيوت، حتى امتلأت بيوت الجنوبيين بأفضل الكوادر المؤهلة. تلك الكوادر تحولت ـ بفعل التهميش ـ إلى رعاة غنم وإبل، بل إن عفاش وزبانيته لم يترددوا في اغتيال أفضل خبراء وكفاءات الجنوب.
ومع ذلك، لم أسمع يومًا أحدًا من المتشدقين اليوم الذين ينتقدون مخرجات الأكاديمية العسكرية العليا في عدن، فقط لأنها في عدن وخريجوها من أبناء الجنوب الذين حُرموا من هذا الحق في أيام حكم عفاش، أن تحدث أحدهم عن ذلك الظلم الجائر الذي وقع بحق الكوادر الجنوبية. وكأنهم يتناسون أو يتغافلون أو يستغفلون الناس عن تلك الحقبة السوداء التي أُهدرت فيها الطاقات وأُقصيت فيها العقول المدركة.
أرجو من هؤلاء المتشدقين، الذين أصبحوا أدوات ـ بإدراك أو بدون إدراك ـ لمطابخ الإعلام المعادي للجنوب، أن يحترموا عقول الناس. فالتعليم حق لكل مواطن يسعى لنيله.
وتحية لكل الضباط والقادة الخريجين، ونشيد بدور الأكاديمية العسكرية العليا وجهودها في تدريب وتأهيل الكوادر العسكرية التي تمثل نواة الجيش الجنوبي الحديث بمشيئة الله.
#ناجي_الجحافي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news