مطار تعز الدولي تحت خطر الإلغاء: عبث حوثي يهدد أحد أبرز المرافق السيادية في اليمن
يتعرض مطار تعز الدولي، الواقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، لخطرٍ حقيقي يهدد بفقدان صفته الدولية، بعد أن تحوّل حرم المطار إلى ساحة للفوضى العمرانية والاعتداءات المسلحة المنظمة، وسط صمتٍ رسمي وتواطؤٍ فاضح من قيادات عسكرية حوثية نافذة.
ووفقًا لمصادر ميدانية خاصة، فإن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدًا غير مسبوق في عمليات السطو والاعتداء على أراضي ومرافق المطار، حيث أقدم مسلحون مدعومون من نافذين حوثيين – بعضهم مرتبطون بمكتب قائد المنطقة العسكرية الرابعة التابعة للمليشيا – على الاستيلاء على أجزاء واسعة من أرضية المطار وتسويرها بالقوة مستخدمين أطقمًا عسكرية وأسلحة متوسطة، في انتهاكٍ صارخ لكل القوانين المنظمة للمرافق السيادية.
وأوضحت المصادر أن حرم المطار يشهد منذ أشهر توسعًا عمرانيًا عشوائيًا محمومًا نتيجة فتح شوارع جديدة من قبل سماسرة الأراضي ومسؤولين حوثيين حول المطار، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار الأراضي هناك، وخلق بيئة خصبة لعمليات الفساد والابتزاز المالي التي تمارسها قيادات ميدانية تحت غطاء “التوجيهات العليا”.
وأشارت التقارير إلى أن بعض المنشآت الحيوية داخل نطاق المطار تمت محاصرتها بالمباني السكنية والأسواق العشوائية، في ظل تجاهل متعمّد من سلطة المليشيا التي لم تتخذ أي إجراءات لوقف العبث، بل يُتهم بعض مسؤوليها بتسهيل عمليات البيع غير القانونية لمصلحة نافذين مرتبطين بها.
وحذّر خبراء فنيون في قطاع الطيران من أن استمرار البناء العشوائي داخل الحرم الجوي وارتفاع الأبنية في محيط المطار يشكّل خطرًا مباشرًا على سلامة الملاحة الجوية، مؤكدين أن هذه الفوضى قد تدفع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) إلى سحب الاعتراف بالمطار كمرفق دولي صالح للتشغيل، الأمر الذي سيشكّل ضربة قاصمة للبنية التحتية المدنية في تعز واليمن عمومًا.
ويرى مراقبون أن ما يحدث في مطار تعز الدولي ليس سوى وجه آخر من وجوه الفساد الممنهج الذي تمارسه مليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تُنهب الممتلكات العامة ويُقوّض ما تبقى من مؤسسات الدولة لصالح شبكة مصالح مالية وعسكرية ضيقة، تتعامل مع المرافق الوطنية كغنائم حرب وليست مؤسسات سيادية.
ويحذر ناشطون من أن استمرار هذا الصمت سيحوّل مطار تعز من منفذ جوي استراتيجي يخدم ملايين اليمنيين إلى مجرد “أرضٍ منتهكة” تُدار بالبلطجة والسلاح، في واحدة من أسوأ صور الانهيار الذي تسببت به المليشيا في كل مناطق نفوذها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news