في تصعيد لغوي غير مسبوق، اتهم المهندس علي المصعبي، الأمين العام لحزب جبهة التحرير، قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي بتبني "سلوك طفولي" والخضوع "لهيمنة إعلام الأطفال"، وذلك على خلفية تجاهلهم مبادرة قدمها بهدف إغلاق ملف الصحفي عبدالرحمن أنيس، مؤكدًا أن مبادرته انطلقت من منطلق الحرص على وحدة الصف الجنوبي وحفظ مكانة المجلس.
أوضح المصعبي في منشور موسع له على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن تدخله في قضية الصحفي عبدالرحمن أنيس لم يكن نابعًا من باب الخصومة أو الاصطفاف، بل جاء "من باب حسن النية وحبًا في المجلس الانتقالي الجنوبي وتقديرًا للشرفاء فيه". لكنه شعر بالاسف الشديد لأن مبادرته قوبلت بالتجاهل من قبل بعض القيادات، وهو ما اعتبره دليلاً على مدى تأثير الخطاب المتشنج داخل دوائر المجلس.
"اختبار للنضج" فشل
ووصف المصعبي القضية برمتها بأنها لم تكن سوى "اختبار" لقياس مدى النضج في التعامل مع الخلافات الفكرية والسياسية. وقال إنه سعى من خلال مبادرته إلى حماية صورة المجلس الانتقالي من أي تشويش قد يلحق بها بسبب هذه الخلافات الجانبية. لكن النتيجة، بحسب قوله، كشفت عن "هيمنة أصوات إعلام الأطفال" التي باتت تؤثر حتى على قرارات القيادات البارزة.
وفي إشارة مباشرة إلى من رفضوا المبادرة أو تجاهلوها، استهل المصعبي منشوره بمقولته البليغة: "لا يرفض تقدير الشرفاء إلا صغير"، مؤكدًا أن هذا الرفض كشف عن خوف حتى كبار القيادات في المجلس من هذه الأصوات، حيث قال: "طلبنا إغلاق القضية حبًا في الانتقالي، لكنهم تجاهلونا، حتى كبار الانتقالي يخافونهم ولم يردوا."
تضامن حاسم مع الصحفي
وختم المصعبي منشوره بتأكيد تضامنه المطلق مع الصحفي عبدالرحمن أنيس، مستخدمًا لهجة جنوبية عامية تعبّر عن القوة والقرابة قائلاً: "هيا عبدالرحمن مني وأنا منه، ويحشها إعلام الأطفال". وجاء هذا التأكيد ليرسم خطًا أحمر أمام ما وصفه بـ"المحاولات غير الناضجة وغير المهنية" لاستغلال القضية، وليؤكد أنه يقف إلى جانب الحق والمبدأ الصحفي بعيدًا عن الحسابات الضيقة.
يأتي هذا التطور ليكشف عن وجود انقسامات وتوترات داخلية في صفوف المجلس الانتقالي الجنوبي، ويبرز الصراع الدائر بين تيارات مختلفة حول أساليب التعامل مع الخلافات، وكيفية إدارة الخطاب الإعلامي والسياسي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news