الجنوب اليمني:متابعات
يبدو أن كلمة “قريباً” أصبحت العملة الرسمية الجديدة في اليمن، إذ جدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي وعده الأبدي بأن صرف مرتبات الموظفين بات “على الأبواب”، بفضل الدعم المالي المقدم من المملكة العربية السعودية. وعدٌ ليس الأول، ولن يكون الأخير، في مسلسل طويل من “الحلقات الوعودية” التي تبثها الحكومة منذ سنوات دون موسم صرف فعلي.
وخلال لقائه في الرياض بالسفير الإماراتي محمد الزعابي والسفيرة الفرنسية كاترين قرم كمّون، أبدى العليمي امتنانه لما وصفه بـ”الدعم السخي” الذي مكّن الحكومة من الصمود أمام الأزمة التمويلية، فيما يرى مراقبون أن هذا الصمود يشبه الوقوف على قدم واحدة فوق جليدٍ يذوب ببطء.
المفارقة التي لم تغب عن أعين الخبراء، أن الحكومة تشكر التحالف على “الدعم المالي”، في الوقت الذي تُمنع فيه من تصدير النفط والغاز، المصدرين الرئيسيين لإيراداتها. فهل نحن أمام حكومة تُشكر على ما يُمنع عنها؟ أم أمام اقتصادٍ يعيش على “الأوكسجين الخارجي” بانتظار دفعة جديدة من الوعود؟
وفي الشارع، تتكرر النغمة نفسها: “الرواتب جاية”، لكن الموظفين ما زالوا يفتشون عنها في بيانات الأخبار أكثر مما يفتشون عنها في الصرافات. ومع كل تصريح رسمي جديد، تزداد القناعة بأن الحكومة بارعة في صرف الجُمل، لا الأموال.
المرتبات ما زالت “قريبة” كما يقول المسؤولون، لكن على ما يبدو، الطريق إلى جيوب الموظفين أطول من الطريق بين عدن والرياض. ففي اليمن، الوعود تصرف بالدولار… والرواتب تنتظر الفرج من النية الحسنة!
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news