كشف الفلكي والمبتكر حسان المطري في دراسة حديثة عن إمكانات ضخمة لإحياء الصحارى الجنوبية، موضحًا أن صحراء حضرموت وشبوة تحتوي على مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة وغير المستغلة، والتي يمكن تحويلها إلى مشاريع زراعية كبيرة تُعيد الحياة لهذه المناطق القاحلة. وأكدت الدراسة أن هذه الصحارى، رغم قسوة المناخ والجفاف، تمتلك تربة قابلة للتحسين وطبقات مياه جوفية صالحة للاستخراج، ويمكن استثمارها باستخدام التقنيات الحديثة مثل الري بالتنقيط والطاقة الشمسية، لتحويلها إلى موارد غذائية استراتيجية تكفي لتغطية احتياجات السكان وخلق آلاف فرص العمل، مع دفع عجلة التنمية المحلية والاقتصادية إلى الأمام بشكل ملموس، فضلاً عن قدرتها على تحسين المناخ وإعادة الحياة للنظام البيئي المحلي.
بينما تتقاطع أبحاثه العلمية مع أسرار الكون والفضاء، لم يغفل الفلكي المطري عن الفرص الواقعية في أرض الجنوب، فسلّط الضوء على الإمكانات الزراعية غير المستغلة لإعادة الحياة إلى الصحارى فأجرى دراسة دقيقة لتحديد المساحات الصالحة وغير المزروعة، والتي تُقدّر بنحو 11,000 – 17,000 كيلومتر مربع بين حضرموت وشبوة، وهي مساحة كافية لإطلاق مشاريع ضخمة ذات أثر اقتصادي واجتماعي ملموس، وتدل على أن الجنوب قادر على إعادة الحياة إلى أراضيه القاحلة إذا تبقى فيه من يملك بعضًا من العقل والإرادة في الإدارة والتخطيط.
وأشار المطري إلى التجارب العالمية، مثل تجربة الصين في صحراء كوبوتشي، التي استطاعت خلال عشر سنوات فقط تحويل الأراضي القاحلة إلى واحات زراعية نابضة بالحياة، تزدهر فيها الحيوانات والطيور البرية، وتوفر الغذاء لنحو 90 مليون إنسان وفرص عمل لعشرات الآلاف في شمال غرب الصين. وأضاف أن هذه التجربة تثبت أن الإرادة العلمية والتخطيط الذكي يمكن أن يحوّل أكثر الأراضي جفافًا إلى مصدر رخاء اقتصادي وبيئي، وأن ما فعله الصينيون نستطيع فعله في الجنوب إذا توفرت الإدارة الواعية والإرادة الحقيقية.
واختتم المطري دراسته بدعوة السلطات المحلية ورجال الأعمال والمستثمرين إلى التحرك نحو مشاريع زراعية مستدامة في الصحارى الجنوبية، مؤكداً أن كل هذا الجهد وكل ما يُبذل من علم وعمل هو القصد فيه لله سبحانه وتعالى، ليسعى الإنسان لنفع الناس وخدمة وطنه بإرادة صافية ومخلصة لله وحده، قائلاً: "لدينا الأرض والشمس والمياه والعقول القادرة على التخطيط، وما نحتاجه فقط هو القرار والإرادة لتحويل صحراء الجنوب إلى مصدر حياة ورخاء للأجيال القادمة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news