العرش نيوز – نقلاً عن يمن مونيتور
أكد رئيس مؤتمر مأرب الجامع الشيخ عبدالحق القبلي نمران، أن محافظة مأرب أصبحت اليوم لاعباً محورياً في المعادلة الوطنية، مشدداً على أن أي عملية سلام قادمة لا يمكن أن تنجح دون أن تكون مأرب طرفاً فاعلاً فيها، ومحذراً من استمرار تجاهل الحكومة الشرعية لصوت المحافظة التي حملت عبء الدفاع عن الوطن في أحلك الظروف.
وقال الشيخ القبلي في مقابلة خاصة مع يمن مونيتور، إن مأرب “ليست هامشاً من الوطن بل في صميمه”، مشيراً إلى أن شراكة الدولة مع المحافظة “ناقصة وتعاني من التهميش والإقصاء”، رغم ما قدمته من تضحيات جسام ودور محوري في الحفاظ على مؤسسات الدولة والجمهورية.
وأضاف: “أي تسوية سياسية لا يمكن أن تُكتب لها الاستدامة دون مشاركة مأرب، فالمحافظة قدّمت من الدماء والتضحيات ما يجعلها في صدارة المشهد الوطني، وليس على الهامش”، مؤكداً أن السلام الحقيقي في اليمن “لن يتحقق إلا باستعادة الدولة ومؤسساتها، فهدنة بلا سيادة ليست سلاماً”.
وحذر من أن “صبر مأرب يوشك أن ينفد”، وأن المرحلة القادمة ستشهد تحركاً واسعاً لتصعيد المطالب المشروعة، وفي مقدمتها العدالة في توزيع الموارد والحقوق الوطنية.
النزوح والهوية الاجتماعية
أشار رئيس مؤتمر مأرب الجامع إلى أن المحافظة التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين نازح تعيش ضغوطاً هائلة على الخدمات، مبيناً أن أخطر ما في ظاهرة النزوح هو “محاولة استغلالها سياسياً أو العبث بالنسيج الاجتماعي المأربي”، مؤكداً أن “أي محاولة لتغيير التوازنات الاجتماعية خط أحمر”.
وأوضح أن المؤتمر يتعامل مع هذه التحولات “بروح المسؤولية” للحفاظ على التعايش المتوازن بين المجتمع المضيف والنازحين، وتجنب أي احتكاك يهدد الاستقرار المحلي.
مؤتمر مأرب الجامع.. مظلة وطنية برؤية محلي
وبيّن الشيخ القبلي أن مؤتمر مأرب الجامع ليس حزباً سياسياً بل “إطار جامع يضم مختلف القوى السياسية والاجتماعية والقبلية والشبابية”، هدفه توحيد الموقف المأربي وضمان تمثيل المحافظة في صياغة مستقبل الدولة.
وأكد أن المؤتمر يعمل على بناء رؤية سياسية موحدة تعبر عن صوت مأرب في أي مشاورات قادمة، لافتاً إلى أن “مأرب لن تكون مجرد متفرج على طاولة تقرير مصير اليمن”.
التنمية والتعليم.. معركة البناء الداخلي
وشدد رئيس المؤتمر على أن التنمية المجتمعية والتعليم في مقدمة أولوياتهم، موضحاً أن مأرب تواجه ضغطاً كبيراً في قطاع التعليم بسبب النزوح، وأن المؤتمر أنشأ دائرة متخصصة للتعليم لتقييم الاحتياجات ودعم العملية التعليمية.
وأضاف: “بناء الإنسان المأربي الواعي والمثقف هو الضمان الحقيقي لبناء الدولة، ولا يمكن الحديث عن مستقبل أو سلام دون تعليم متين يحمي الأجيال القادمة من ثقافة الحرب”.
القبيلة والدولة.. علاقة تكامل
ودافع الشيخ القبلي عن دور القبيلة، مؤكداً أنها “ليست نقيض الدولة بل سندها”، موضحاً أن القبائل في مأرب كانت دوماً حامية للجمهورية والدولة. وقال: “القبيلة عنصر استقرار إذا ما أُحسن توظيف قيمها، وهي شريك فاعل في بناء الدولة وليس خصماً لها”.
كما أشاد بتطور دور المرأة في مأرب، مشيراً إلى أن مشاركتها اليوم “أوسع وأكثر تأثيراً” في مختلف القطاعات، وأن المؤتمر يضم لجنة خاصة تعمل على تمكين المرأة وتعزيز حضورها في الشأن العام.
الهوية المأربية.. إرث يجب صيانته
وأكد الشيخ القبلي أن الهوية المأربية “قيمة ثقافية يجب الحفاظ عليها عبر برامج ومشاريع تعزز التراث المحلي وتربط الأجيال بتاريخها”، مشيراً إلى أن “الهوية لا تُصان بالشعارات بل بالممارسة والعمل الثقافي المستمر”.
وفي ختام حديثه، دعا رئيس مؤتمر مأرب الجامع أبناء المحافظة إلى التمسك بوحدتهم وصون ما تحقق من إنجازات، قائلاً:
“مأرب ستكون طرفاً أساسياً في صناعة السلام العادل والمستدام، ولن يكون هناك اتفاق ناجح دون مشاركتها الفاعلة، فنحن نؤمن بدولة اتحادية عادلة تقوم على المرجعيات الثلاث، ولن نسمح بتكرار أخطاء الماضي.”
✍️ عبدالله العطار
غرِّد
شارك
انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
فيس بوك
اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة)
X
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news