صنعاء تغرق في أزمة مياه صامتة: آبارها تصل لأعماق سحيقة تحت مستوى سد مأرب التاريخي

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 153 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صنعاء تغرق في أزمة مياه صامتة: آبارها تصل لأعماق سحيقة تحت مستوى سد مأرب التاريخي

تقف العاصمة اليمنية صنعاء، مع المحافظات الجبلية المحيطة التي تؤوي نحو 70% من سكان البلاد، على حافة كارثة بيئية ومائية وشيكة، في ظل استمرار الاستنزاف الجائر وغير المستدام للمياه الجوفية. وتأتي هذه التحذيرات مدعومة ببيانات صادمة كشفت عن أن عمق الآبار في المنطقة قد تجاوز مستوى بحيرة سد مأرب التاريخي، مؤشراً إلى مرحلة خطيرة من نضوب المخزون المائي الجوفي لم يشهدها من قبل.

تفاصيل مروعة: الآبار تحفر تحت التاريخ

لإدراك حجم الكارثة، تكفي الإشارة إلى الأرقام الجيولوجية التي باتت تقلق الخبراء. فمدينة صنعاء ترتفع نحو 2300 متر عن سطح البحر، بينما يبلغ ارتفاع سد مأرب التاريخي - أحد أعظم إنجازات اليمن القديم - 1140 متراً فقط. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن عمق حفر الآبار في صنعاء وضواحيها قد وصل حالياً إلى ما بين 1200 و 1400 متر.

وهذا يعني أن المياه تُستخرج الآن من أعماق تصل إلى 240 متراً

أسفل

مستوى بحيرة سد مأرب، وهو ما أثار دهشة واستغراب الخبراء، الذين يتساءلون عن كيفية وجود مياه في هذه الأعماق السحيقة أصلاً، وما هي الآثار الجيولوجية المترتبة على استمرار نزحها بهذا الشكل، خاصة وأن تكاليف الحفر والتشغيل تصل إلى مستويات باهظة لا يمكن تحملها للأبد.

القات.. "القاتل الصامت" للمياه

ولا تقف خطورة الأزمة عند هذا الحد، بل تتضاعف عند النظر في أوجه استخدام هذا المورد الحيوي الشحيح. فوفقاً لتقديرات مراقبين، يُستنزف نحو 50% من المياه المستخرجة من هذه الآبار السحيقة في ري زراعة القات، بالإضافة إلى المزروعات الأخرى في محيط العاصمة. بينما يحتاج سكان صنعاء إلى هذه المياه بشكل عاجل لتأمين مياه الشرب، يتم توجيه الجزء الأكبر منها لزراعة شجرة استهلاكية تُعد من أكبر مُسبّبات استنزاف الموارد المائية في البلاد.

هذا التوزيع غير العادل للمياه يعني أن الأزمة ليست فقط نتيجة ندرة طبيعية، بل هي نتاج عقود من الإدارة غير الرشيدة وتفضيل المصالح التجارية قصيرة الأجل على الأمن المائي لأحد أكبر التجمعات السكانية في اليمن.

تحذير من المستقبل: كارثة ما بعد النضوب

ويحذر خبراء ومراقبون من أن الكارثة الحقيقية لم تظهر بعد. فحينما ينضب المخزون المائي الجوفي بالكامل - وهو أمر بات قريباً أكثر من أي وقت مضى - سيدرك الجميع حجم الهدر الذي حدث. ستكون تلك اللحظة هي لحظة الحقيقة، حيث سيتضح أن عقوداً من الاستنزاف غير الرشيد قد أُهدرت في سقي محصول غير أساسي، بينما كانت عاصمة تاريخية بأكملها وشعبها يقفان على شفير الظمأ. إن الأرقام الحالية ليست مجرد إحصائيات، بل هي بمثابة نبذة انذار مبكر بانهيار بيئي وإنساني يلوح في الأفق ما لم تتم إعادة النظر جذرياً في سياسات إدارة المياه.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هجمات متوقعة ضد السعودية والإمارات.. مركز أمريكي يتوقع ما سيحدث عقب سيطرة الانتقالي على حضرموت

نيوز لاين | 880 قراءة 

ماذا يجري ؟.. تحركات مثيرة في عدن والمكلا و طائرات C-130 سعودية تهبط وتقلع

يمن فويس | 631 قراءة 

كل المهاجرين يدفعون مالاً للمهرب، لكن يطلب من النساء دفع الثمن بواسطة الجنس

العين الثالثة | 585 قراءة 

عقد صلح مع بن عديو

كريتر سكاي | 478 قراءة 

العرادة يقود عمل دبلوماسي ناجح ويحقق انتصارا كبيرا للارادة الوطنية لكشف التجاوزات التي قام بها الانتقالي الجنوبي في محافظات حضرموت والمهرة ويقوم بهذا العمل

المشهد الدولي | 431 قراءة 

هاني البيض ينشر صورة لوالده والى جانبه صالح ويعلق عليها!

يمن فويس | 401 قراءة 

رفض واسع لقرار الانتقالي بتعيين أحد الموالين له بديلًا لقائد عسكري في المهرة

المشهد اليمني | 370 قراءة 

مستشار مجلس القيادة الرئاسي:الوفد السعودي بحضرموت طلب هذا الامر مه كافة الفصائل

كريتر سكاي | 302 قراءة 

تحذيرات من تفاقم التوتر الخليجي بسبب الخلاف السعودي–الإماراتي في اليمن

بوابتي | 285 قراءة 

عيدروس الزبيدي يضع البيضاء على خارطة المعارك المقبلة للانتقالي .. لماذا وما رؤيته للمعركة ؟

يمن فويس | 259 قراءة