صنعاء تغرق في أزمة مياه صامتة: آبارها تصل لأعماق سحيقة تحت مستوى سد مأرب التاريخي

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صنعاء تغرق في أزمة مياه صامتة: آبارها تصل لأعماق سحيقة تحت مستوى سد مأرب التاريخي

تقف العاصمة اليمنية صنعاء، مع المحافظات الجبلية المحيطة التي تؤوي نحو 70% من سكان البلاد، على حافة كارثة بيئية ومائية وشيكة، في ظل استمرار الاستنزاف الجائر وغير المستدام للمياه الجوفية. وتأتي هذه التحذيرات مدعومة ببيانات صادمة كشفت عن أن عمق الآبار في المنطقة قد تجاوز مستوى بحيرة سد مأرب التاريخي، مؤشراً إلى مرحلة خطيرة من نضوب المخزون المائي الجوفي لم يشهدها من قبل.

تفاصيل مروعة: الآبار تحفر تحت التاريخ

لإدراك حجم الكارثة، تكفي الإشارة إلى الأرقام الجيولوجية التي باتت تقلق الخبراء. فمدينة صنعاء ترتفع نحو 2300 متر عن سطح البحر، بينما يبلغ ارتفاع سد مأرب التاريخي - أحد أعظم إنجازات اليمن القديم - 1140 متراً فقط. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن عمق حفر الآبار في صنعاء وضواحيها قد وصل حالياً إلى ما بين 1200 و 1400 متر.

وهذا يعني أن المياه تُستخرج الآن من أعماق تصل إلى 240 متراً

أسفل

مستوى بحيرة سد مأرب، وهو ما أثار دهشة واستغراب الخبراء، الذين يتساءلون عن كيفية وجود مياه في هذه الأعماق السحيقة أصلاً، وما هي الآثار الجيولوجية المترتبة على استمرار نزحها بهذا الشكل، خاصة وأن تكاليف الحفر والتشغيل تصل إلى مستويات باهظة لا يمكن تحملها للأبد.

القات.. "القاتل الصامت" للمياه

ولا تقف خطورة الأزمة عند هذا الحد، بل تتضاعف عند النظر في أوجه استخدام هذا المورد الحيوي الشحيح. فوفقاً لتقديرات مراقبين، يُستنزف نحو 50% من المياه المستخرجة من هذه الآبار السحيقة في ري زراعة القات، بالإضافة إلى المزروعات الأخرى في محيط العاصمة. بينما يحتاج سكان صنعاء إلى هذه المياه بشكل عاجل لتأمين مياه الشرب، يتم توجيه الجزء الأكبر منها لزراعة شجرة استهلاكية تُعد من أكبر مُسبّبات استنزاف الموارد المائية في البلاد.

هذا التوزيع غير العادل للمياه يعني أن الأزمة ليست فقط نتيجة ندرة طبيعية، بل هي نتاج عقود من الإدارة غير الرشيدة وتفضيل المصالح التجارية قصيرة الأجل على الأمن المائي لأحد أكبر التجمعات السكانية في اليمن.

تحذير من المستقبل: كارثة ما بعد النضوب

ويحذر خبراء ومراقبون من أن الكارثة الحقيقية لم تظهر بعد. فحينما ينضب المخزون المائي الجوفي بالكامل - وهو أمر بات قريباً أكثر من أي وقت مضى - سيدرك الجميع حجم الهدر الذي حدث. ستكون تلك اللحظة هي لحظة الحقيقة، حيث سيتضح أن عقوداً من الاستنزاف غير الرشيد قد أُهدرت في سقي محصول غير أساسي، بينما كانت عاصمة تاريخية بأكملها وشعبها يقفان على شفير الظمأ. إن الأرقام الحالية ليست مجرد إحصائيات، بل هي بمثابة نبذة انذار مبكر بانهيار بيئي وإنساني يلوح في الأفق ما لم تتم إعادة النظر جذرياً في سياسات إدارة المياه.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تغطية خاصة | أحزاب مأرب تزور مخيم اعتصام جرحى الجيش وتحذر من تجاهل حقوقهم (فيديو)

بران برس | 483 قراءة 

صنعاء:الأحوال المدنية تحدد رسوم تجديد البطاقة الشخصية والوثائق المطلوب إحضارها

يمن إيكو | 351 قراءة 

العقيلي: بيان أحزاب مأرب تمردٌ على الدولة وطعنة في ظهر العرادة بينما الانتقالي سلم عدن ومنافذها

نافذة اليمن | 331 قراءة 

شائعة خبيثة وكذبة قذرة تقهر ملايين اليمنيين وتحرق قلوبهم

المشهد اليمني | 320 قراءة 

”لا نستطيع أن نحكم والشعب جائع”.. صرخة رئيس إيران تضع تمويل الحوثي تحت المجهر

المشهد اليمني | 269 قراءة 

اندلاع اشتباكات في صنعاء

كريتر سكاي | 246 قراءة 

تربون المصري يخطف الأنظار بتأهله لنصف نهائي كينجز ليج على حساب عبسي

عدن نيوز | 218 قراءة 

نجل مسؤول حوثي يغتصب فتاة قاصر في الحديدة

حشد نت | 211 قراءة 

مدارس أمريكية تستبعد ناشط يمني مثلي بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل

نيوز لاين | 204 قراءة 

مي عز الدين تخطف الأضواء بإعلان زفافها المفاجئ على الدكتور أحمد تيمور خليل

عدن نيوز | 203 قراءة