هاني الجنيد:
في ظهيرة يوم الجمعة، الثالث من مايو عام 2019، وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، سقط الشاب عبدالخالق عبدالرحمن الحاج مضرجاً بدمه أمام جامع التقوى، على بُعد ستين متراً فقط من مقر شرطة النجدة في نادي الصقر.
رصاصتان غادرتان، واحدة في الركبة وأخرى في الرقبة، انهتا حياة شاب لم يعرف طريق العنف يوماً، ولم يحمل في قلبه سوى أحلام العلم والنجاح.
كان عبدالخالق طالباً متفوقاً في قسم الكيمياء بكلية العلوم التطبيقية جامعة تعز، أنهى سنته الأولى بتفوق كبير، وحصل على المرتبة الأولى في دفعته.
كان يحلم بأن يصبح باحثاً في مجاله، وأن يخدم وطناً أنهكه الجهل والحروب، وتنازعته المليشيات الدينية القذرة.
لكن الحلم انكسر عند أبواب جامع التقوى، حين اخترقت الرصاصات جسده الطاهر وسط صمت المارة وخذلان العدالة.
رغم أن الصورة تفضح القاتل، وأن كاميرات جميع المحال التجارية المحيطة، وكاميرات بوابة شرطة النجدة، وثّقت كل لحظة من الجريمة، إلا أن إدارة البحث الجنائي تلاعبت بكل شيء، وعبثت بالأدلة، محاولةً طمس الحقيقة وتضليل العدالة.
حتى اليوم، قضيته في البحث الجنائي بلا غريم ولا تحقيق جاد وصادق؛ ادارة البحث الجنائي هي من تحاول تمييع القضية وتقييدها ضد مجهول بسبب ان اخاه الأكبر من رفاق الشهيد عدنان الحمادي وضابطاً في اللواء 35 مدرع المغضوب عليه انذاك من قبل مليشيات الاخوان.
قُيّدت الجريمة ضد مجهول، او في طريقها إلى ذلك كما قُيّدت مئات الجرائم التي ضاعت بين ملفات ادارة اجهزة الامن ودهاليز الفساد بتوجيهات من مقر حزب الإصلاح الحاكم.
رحل عبدالخالق عبدالرحمن الحاج، وبقيت قصته شاهداً على وطنٍ يبرع في نسيان أبنائه، وعلى عدالةٍ عمياء لا ترى إلا ما تريد أن تراه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news