تشهد الساحة في المحافظات اليوم تزايدًا مقلقًا في أعداد الشباب العاطلين عن العمل، في ظل غياب أي حلول ملموسة من قبل الدولة لمعالجة هذه الأزمة التي تتفاقم يومًا بعد يوم، وتنعكس آثارها الاجتماعية والاقتصادية على مختلف فئات المجتمع.
وفي الوقت الذي يعيش فيه آلاف الشباب بلا فرص عمل، نشرت وزارة الخدمة المدنية قوائم جديدة تضم آلاف الأسماء التي تتقاضى مرتبات من أكثر من جهة حكومية في الوقت نفسه، في ما يُعرف بظاهرة الازدواج الوظيفي، حيث يتسلم بعض الأفراد مرتبين أو أكثر دون خجل، في انتهاك صارخ لمبدأ العدالة الوظيفية وحق الكفاءة في التوظيف.
و من وردت أسماؤهم في تلك القوائم لم يبادروا حتى الآن إلى تصحيح أوضاعهم القانونية، بل إن بعضهم لا يزال يطالب بالحصول على مرتبات من مرفقين رسميين، ما يعكس حالة من التسيّب الإداري والفساد المؤسسي الذي يفاقم من معاناة الشباب الباحثين عن عمل.
واستمرار هذه الممارسات دون إجراءات حازمة من الدولة، يُعدّ إهدارًا للمال العام وضربًا لمبدأ تكافؤ الفرص، في وقت تتزايد فيه نسب البطالة وتتراجع فرص التوظيف في المؤسسات العامة والخاصة.
و على الحكومة أن تبدأ فورًا بعملية مراجعة شاملة للبيانات الوظيفية، وإيقاف الصرف المزدوج، وتوجيه الموارد نحو فتح فرص عمل جديدة أمام الشباب، بدلًا من بقاء الوظائف حكرًا على مجموعة محدودة تستفيد من ثغرات الفساد الإداري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news