من رحاب المسجد وأجواء رمضان الخاشعة، إلى واجهة منصة "تيك توك" الأكثر انتشارًا في العالم.
هكذا انطلقت قصة القارئ اليمني الشاب أحمد المزجاجي، الذي تحول فجأة إلى ترند عربي كبير، بعد أن أعاد ناشطون اكتشاف مقطع فيديو له من صلاة التراويح في رمضان الماضي، ليجد صوته طريقه إلى قلوب الملايين في أيام قليلة.
انطلاقة الشرارة من فيديو أرشيفي
لم تكن البداية من حملة دعائية منظمة أو تخطيط مسبق، بل جاءت بشكل عفوي تمامًا. حيث قام ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بالبحث عن نشر مقطع فيديو قديم للشاب أحمد المزجاجي، وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح في شهر رمضان الفائت.
لم يتوقع أحد أن هذا المقطع البسيط سيشعل فتيلاً سريع الانتشار، ليحقق آلاف ثم ملايين المشاهدات في زمن قياسي.
مقارنة لافتة تضعه في مصاف الكبار
ما لفت انتباه المتابعين والنقاد على حد سواء.
سرعان ما بدأ الناشطون والمهتمون بالقراءات القرآنية في إطلاق وصف دقيق عليه، قائلين إن "صوته يجمع بين جماليات وأداء كل من الشيخين ناصر القطامي وياسر الدوسري".
هذه المقارنة، التي تضع المزجاجي في مصاف القراء المشهورين، كانت بمثابة تصديق قوي على ما يتمتع به من موهبة فريدة، حيث يمزج صوته بين العاطفة الجياشة والخشوع العميق الذي يميز قراءة القطامي، مع القوة والجودة في أداء الحروف التي تشتهر بها قراءة الدوسري.
من فيديو واحد إلى ظاهرة متكاملة
على إثر هذا الانتشار الهائل، تحول صوت المزجاجي إلى "صوتية" رسمية على منصة "تيك توك"، وبدأ المستخدمون من مختلف أنحاء العالم العربي في استخدامها لتعليق فيديوهاتهم.
لم تقتصر الفيديوهات على المحتوى الديني فقط، بل شملت مشاهد للطبيعة، ولحظات تأمل شخصي، ولقطات من الحياة اليومية، ليصبح صوته بمثابة "خلفية روحية" تضفي سكينة وطمأنينة على كل ما تلامسه.
تفاعل جماهيري يعكس التأثير العميق
غمرت التعليقات منصات التواصل تعبيرًا عن الانبهار والامتنان. كتب أحد المتابعين: "صوت هذا الشاب هو هدية من الله، يجمع بين أجمل ما في القراء المشهورين".
وعلق آخر: "منذ أن سمعت صوته وأنا أشعر براحة لم أجدها من قبل. بالفعل هو مزيج بين القطامي والدوسري". أما التعليقات اليمنية فكانت مليئة بالفخر: "اليمن دائمًا يخرج لنا بالكنوز.. فخر لكل يمني وعربي".
قصة أحمد المزجاجي ليست مجرد حدث عابر، بل هي شهادة على قوة المحتوى الأصيل والجمال الروحي الخالص في عالم يطغى عليه السريع والعابر. لقد أثبت أن صوتًا صادقًا يتلو كلام الله يمكنه أن يصنع معجزة رقمية، وأن مواهب الشباب لا تزال تنتظر من يكتشفها لينير بها دروب الملايين.
مشاهدة المقطع من
هنا
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news