أطلقت منصة يمنية موثقة رسميًا على موقع "فيسبوك"، حملة رقمية واسعة خلال الأيام الماضية، استهدفت عشرات الحسابات التابعة لقيادات وناشطين في جماعة الحوثي، وأسفرت عن حذف عدد كبير منها، بينها حسابات بارزة تحظى بمتابعة عشرات الآلاف.
الحملة تنفذها منصة "واعي" اليمنية، وشملت الحسابات المحذوفة حسابًا باسم المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع، إلى جانب حسابات تابعة لما يُعرف بـ"رئاسة الجمهورية" و"جهاز الأمن والمخابرات"، بالإضافة إلى حسابات مرتبطة بقائم بأعمال رئيس حكومة الجماعة محمد مفتاح، وعضو المجلس السياسي الأعلى القيادي الحوثي سلطان السامعي، والناطق باسم شركة النفط الخاضعة للحوثيين في صنعاء.
كما طالت الحملة حسابات أخرى تعود لقيادات إعلامية وناشطين بارزين، من بينهم محمد العماد، رئيس قناة الهوية التلفزيونية، وعبدالسلام جحاف، عضو مجلس الشورى التابع للجماعة، إلى جانب عدد من الإعلاميين والناشطين الذين ينشطون في الترويج لخطاب الجماعة على المنصات الرقمية.
وأفادت منصة "واعي" أن الحسابات المستهدفة كانت تستخدم لنشر محتوى دعائي يروج لما وصفته بـ"علم الظلال"، في إشارة إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، إلى جانب نشر أفكار الجماعة ومعتقداتها.
وقد لاقت الحملة التي تابعها "المشهد اليمني"، تفاعلًا واسعًا من قبل المستخدمين اليمنيين، حيث عبّر مئات الناشطين عن تأييدهم لما تقوم به المنصة، مشيرين إلى أن تلك الحسابات تُستخدم لترويج خطاب الجماعة، في وقت يعاني فيه الموظفون اليمنيون، وعلى رأسهم المعلمون، من انقطاع الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية.
وفي السياق ذاته، أشار عدد من الناشطين إلى أن الخطاب الحوثي يهيمن على مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة الجماعة، بينما يُواجه أي ناشط يمني يُبدي رأيًا مخالفًا أو يتفاعل برمز تعبيري مع منشور ناقد للجماعة، خطر الملاحقة والاعتقال، وقد تُلفق له تهم تتعلق بالجاسوسية أو التخابر.
ولا تكتفي أجهزة المليشيات الحوثية بملاحقة المنتقدين، بل تفرض على بعض الحسابات الشهيرة التفاعل الإيجابي مع محتواها، وتعتبر الامتناع عن ذلك موقفًا عدائيًا يُصنف صاحبه ضمن "الأعداء" أو "العملاء".
واعتقلت مليشيات الحوثي مئات الأكاديميين والصحفيين والناشطين اليمنيين، على خلفية منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين أحدث الحالات، اختطفت المليشيات الأستاذ الدكتور حمود العمودي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، دون اعتبار لمكانته الأكاديمية أو سنّه المتقدم، وذلك عقب نشره منشورًا تضمّن إشارات فكرية اعتبرتها الجماعة "تحريضًا ضد مفهوم الولاية" الذي تسعى إلى فرضه على المجتمع اليمني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news