كل مساء أطرق بابي،
أقول: هل مررت يوماً من هنا؟
فتصمت الجدران كأنها تعرف الكثير
ولا تملك جرأة الإجابة.
أمشي بين أسمائي القديمة
كظلِ نسي ملامحه على الرصيف،
أبحث عني في وجوه تشبهني،
في لوحاتٍ لطالما رسمتها الغيوم،
في المرآيا التي لم تعد تعرفني،
في رائحة المطر القديمة،
و في صفحة نجا منها الحبر ذات يوم.
لا شيء يشبهني تماماً !!
يقول صوت أبي الآتِ من الذكريات البعيدة:
إهدأ يا ولدي
فالفجر لا يأتي بالوجه ذاته مرتين.
كل غيمة تمرّ في صدرك
تحمل مطراً ينتظر أن تثق به،
وكل ما ينهدم فيك
يُفسح طريقاً لزهرة خفية تحفظها الشمس لك
وتنمو فيك مدى السنين.
من قال أن الألم يكرهك!
إنه طريقة الحياة لتقول لك: ما زلت هناك.
القلق ضيفٌ ينتظر أن تقول له: كرهت لقائك فامضي،
لا أنوي اللحاق بك.
والليلُ .. لا يريد أذيتك،
هو فقط يعلمك كيف يُرى النور.
أما الغد .. فليس بقدرٍ
إنه مجرد ظلّ يختبر شجاعتك في العبور.
الوجود يا إبني خطأ جميل،
صاغته يد العدم بخبرة مُدهشة.
فكُن أكثر مما يمكن تسميته،
واكتفي بهذا الانحناء الصامت للوجود في الصدور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news