أمل منصور البان:
لم تكن يوماً بيوت اليمنيين آمنة، كانت بيوت مملؤة بالصراعات والفقر والعار والإعتداءات والشتم والصراخ واللعن….
بيوتنا كانت ملاذ للشياطين وليست ملاذ للبشر.
يتعرض فيها الناس للسمية من أول صباحاتهم حتى آخر الليل.
نسمع كلمات نأبية مغطأة بغطاء النصائح.
يتعرض الاطفال للتجويع بحجة أن الفقر فضيلة، وفي كل عشرين عام نعلق في دائرة فقر هي الأقسى كل مرة.
في اليمن النساء لا تتحدث عن الذهب والألماس لأنها تدرك في صميمها أن الرجال ضعفاء جداً لكي يلبوا هذا النوع من المطالب.
في اليمن يتعرض الأطفال للضرب بحجة التربية بل قد يتم إحراقهم أو حتى قتلهم.
يتعرض الرجال للمكر والدسائس بحجة الحب من قبل نساء حاقدات، جاهلات، ساذجات تعتقد أنها كل ما اطاعت زوجها دخلت الجنة أسرع من غيرها.
يمارس بعض الناس في اليمن السحر لكي ينتقموا من أي شخص يختلفون معه على أي موضوع.
لا يتحدث الناس في اليمن عن الحب والدفء والرفاهية يعتقدون أنهم كل ما كانوا أشد فقرا وذلا كل ما دخلوا الجنة أسرع قبل غيرهم من الأقوام والشعوب.
اليمنيين يعانون بإراداتهم من العنصرية، الناس في المناطق الشمالية تخاف من إنفتاح الناس الي تعيش في السواحل والناس الي تعيش في السواحل تخاف من عصبية وتعصب الناس الي تعيش في جبال اليمن، يكرهون بعض وتستطيع أن تشتم هذه الكراهية وأنت تتعامل معهم في المؤسسات والمنظمات والوزارات.
العنصرية في اليمن دمرت كل شيء جميل وأصبحت تعاني من تقلبات المناخ والتصحر بعد إن كانت وفيرة المطر والخصوبة.
في اليمن يتعرض الناس للقذف وتشوية السمعة بمجرد فقط أن تختلف لهجاتهم من محافظة لأخرى.
اليمن بلد يعيش حالات متواترة من التفكك منذ بدء البشرية، الحطام اليمني ليس وليد العشر السنوات الماضية بل هو متوارث من الأجداد وأجداد أجدادهم.
في اليمن الناس تتكالب على الشخص الضعيف والذي لا سند له ولا قبيلة بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الناس في اليمن لا تهتم ببناء دولة قوية لأنهم يعانون من هشاشة بالغة في بناء نساء ورجال حقيقيين يعيشون بمبدأ الحب وتقبل الأخر.
في اليمن لم نشهد ولم نسمع ولم نقرأ قط عن تجربة إنسانية الهمت البشرية، كل قصصنا عن تسكع حكامنا في أحضان الدول لكي يتسولوا لنا الفتات من المال.
في اليمن الناس تبكي في صمت كل ليلة، لأنهم جياع، أو فقراء أو محرومين أو مديونيين أو مهددين أو خائفين أو مكتئبين أو مرضى جسديا أو يعيشون مع شريك لا يحبهم ولايحبونه ولا يريدهم ولا يريدونه، يعتقدون أن بقائهم على هذه الحالة هو قدر، وأن الله لا يسمعهم ولا يستجيب لهم، لذا يأجلون حياتهم بجلها للأخرة!!
اليمن خربانة من أيام ذي يزن مش من قبل الإمامة، الإمامة مجرد آلة تفريخ أجيال تعبد كل شيء إلا الله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news