يمن إيكو|تقرير:
عرضت قناة WLKY التلفزيونية، التابعة لشبكة CBS الأمريكية، الثلاثاء الماضي، مقطع فيديو- رصده موقع “يمن إيكو”- لتحطم طائرة شحن عريضة البدن تابعة لشركة UPS بعد لحظات من إقلاعها من المطار الدولي في لويزفيل، بولاية كنتاكي، الأمريكية، حيث شوهدت ألسنة اللهب وهي تنطلق عند إقلاعها، وكرة النار تشتعل عند ارتطامها بالأرض، كما اشتعلت النيران في عدة مبانٍ في منطقة صناعية خلف المدرج بعد الحادث، وشوهدت أعمدة دخان أسود كثيف تتصاعد في السماء.
عقب ذلك أفادت سلطات الولاية بأن الحادث تسبب بمقتل الطاقم الذي كان على متنها المكون من سبعة، و11 مصاباً كانوا على الأرض في المناطق المجاورة للمطار، في مشهد صادم، جاء بعد حادثتي سقوط مروحية ومقاتلة منفصلتين في بحر الصين الجنوبي أثناء عمليات مرتبطة بحاملة طائرات أمريكية، في الـ 27 من أكتوبر المنصرم، وقبلهما في الـ17 من الشهر نفسه تحطمت طائرة هليكوبتر AH-1Z تابعة للمارينز الأمريكي في جنوب كاليفورنيا.
وبتتابع هذه الحوادث الأربعة، ترتف الإحصائية التي كشفها المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي وإدارة الطيران الفيدرالية، في سبتمبر الماضي إلى قرابة 1495 حادث طيران مدني (خاص وشحن تجاري وعسكري) منذ مطلع العام الجاري 2025م وفق تزايد سنوي غير مسبوق جعل الولايات المتحدة الأمريكية، تتصدر حوادث الطيران المدني والعسكري عالمياً، خلال العام الجاري.
وتعكس الإحصائية الصادمة لحوادث الطيران المدني والعسكري والشحن التجاري، التي سجلتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ مطلع العام 2025م كحصيلة غير مسبوقة في تاريخ الطيران الأمريكي، حجم المخاطر التي تهدد قطاع الطيران وأثرها المباشر على الاقتصاد الأمريكي.
مسار زمني
وشهدت الأجواء الأمريكية في 29 يناير 2025 واحدة من أخطر الحوادث خلال العام، حين اصطدمت طائرة ركاب من طراز CRJ-700 بطائرة هليكوبتر عسكرية فوق نهر بوتوماك قرب مطار ريغان الوطني في واشنطن، ما أدى إلى تدمير الطائرتين وخسائر بشرية كبيرة، وأعاد هذا الحادث فتح ملف فعالية إجراءات السلامة الجوية التي تشرف عليها السلطات الأمريكية.
وفي 10 أبريل 2025 سقطت مروحية سياحية في نيويورك بعد تعرضها لانهيار هيكلي أثناء الطيران فوق نهر هدسون، وهو ما أسفر عن وفيات وأثار مخاوف متجددة بشأن سلامة الرحلات الجوية السياحية، لا سيما في المدن الكبرى التي تعتمد عليها في النشاط السياحي والاقتصادي.
وفي 22 يونيو 2025، تعرضت رحلة تابعة لشركة “أمريكان إيرلاينز” لاضطرابات جوية حادة، ما أسفر عن إصابات في صفوف الركاب وأفراد الطاقم، رغم أن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام، وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية أن مثل هذه الحوادث، وإن لم تنته بتحطم، إلا أنها تفرض تكاليف اقتصادية إضافية على شركات الطيران، سواءً في التعويضات أو الصيانة.
ووثقت إدارة الطيران الفيدرالية عشرات الحوادث اليومية للطيران العام، تشمل الطائرات الصغيرة والخاصة، حيث سجلت حالات هبوط قاسٍ وخروج عن المدارج وسقوط طائرات خفيفة، غالباً ما أسفرت عن إصابات وخسائر مادية متفاوتة. وتكشف بيانات NTSB أن هذه الفئة تمثل النسبة الأكبر من إجمالي الحوادث المسجلة في الولايات المتحدة.
حوادث الطيران العسكري
ونشرت الوزارة خلال 2025 نتائج تحقيقات مؤجلة تعود لحوادث سابقة، أبرزها حادث مروحية CH-53 الذي وقع في فبراير 2024، حيث تبين أن السبب الرئيس هو خطأ بشري مدعوم بظروف جوية معقدة واستخدام نظارات الرؤية الليلية، واعتُبرت هذه النتائج دليلاً إضافياً على التحديات التي تواجه الطيران العسكري الأمريكي.
وتشير بيانات المجلس الوطني لسلامة النقل إلى أن المتوسط الشهري للحوادث في الولايات المتحدة بلغ 165 حادثاً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، فيما سجلت الأيام الـ 22 الأولى من شهر سبتمبر وحدها 117 حادثاً، وهو معدل مرتفع يكشف عن استمرار الأزمة بدون وجود حلول تنظيمية ملموسة.
تجاهل الأرقام وجسامة الخسائر
ورغم جسامة الأرقام، فإن تغطية هذه الحوادث في الإعلام الأمريكي تبقى محدودة، إذ يربط مراقبون هذا التجاهل بالرغبة في حماية سمعة شركات الطيران وتفادي الإضرار بصورة الحكومة الأمريكية التي تسعى لإظهار نفسها كقوة قادرة على ضبط حركة الملاحة الجوية العالمية، على مستوى عالٍ من السلامة، غير أن الحوادث تتكشف للجمهور تباعاً بفعل طفرة التطور التقني الإعلامي والفضائي.
وقدر خبراء الاقتصاد أن الحوادث الجوية خلال هذه الفترة كبّدت الولايات المتحدة خسائر بمليارات الدولارات، تتوزع بين تعويضات للضحايا، وأضرار مادية في الطائرات والمطارات، وتكاليف التحقيقات، إضافة إلى الخسائر غير المباشرة الناجمة عن تعطيل الرحلات وتراجع ثقة المسافرين بشركات الطيران التي حصلت لها الحوادث.
وأكد الخبراء أن الأثر يمتد إلى قطاعات السياحة والتجارة والخدمات اللوجستية، ما يجعل الطيران الأمريكي، رغم قوته، أحد أكثر القطاعات عرضة للهزات المكلفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news