كشفت مصادر قبلية مطلعة عن تمرد واضح من قبائل خولان بن عامر والطيال، إحدى أبرز قبائل طوق صنعاء، ضد محاولات ميليشيا الحوثي الإيرانية الزج بها في جبهات القتال، ورفضها القاطع لتجنيد أبنائها أو تحويل مناطقها إلى منصات عسكرية في مواجهة محتملة مع القوات الحكومية في مأرب، في خطوة اعتُبرت ضربة قوية لمخططات الجماعة الرامية إلى إعادة إشعال الحرب في الشمال والشرق اليمني.
وبحسب المصادر، فقد فشلت زيارة المدعو أمين بن أحمد الشامي، الموفد الحوثي إلى خولان، في تحقيق أهدافها، إذ قوبلت دعوته لحملة تعبئة جديدة بالرفض التام من وجهاء القبائل، رغم محاولاته تصويرها كواجب ديني ووطني لمواجهة ما وصفه بـ”التهديدات القادمة من مأرب”.
وأضافت المصادر أن الحوثيين نظموا لقاءً محدودًا في إحدى مناطق خولان، اقتصر حضوره على عدد من أنصارهم، قبل أن يتم تصويره وتقديمه إعلاميًا على أنه اجتماع قبلي واسع، وهو ما اعتبرته القبائل محاولة فاشلة لتضليل الرأي العام وإظهار خولان كأنها ما تزال خاضعة لنفوذ الجماعة.
المصادر ذاتها أكدت أن قبائل خولان متمسكة بالمواثيق القبلية الموقعة مع قبائل مأرب، والتي تنص على تحييد مناطقها عن أي صراع مسلح، وترفض بشكل قاطع استخدام أراضيها كنقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية.
كما شدد وجهاؤها على أن المشروع الحوثي الطائفي، المدعوم من إيران، لا يخدم سوى أجندات خارجية تهدد أمن اليمن والمنطقة، مؤكدين أن خولان لن تكون وقودًا لحرب جديدة تهدد ما تبقى من السلم القبلي والاجتماعي.
ويأتي هذا الموقف في ظل محاولات حوثية لإعادة ترتيب صفوفها في جبهات نهم ومحيط مأرب، بعد سلسلة من الخسائر التي تكبدتها خلال السنوات الماضية، وسط تصاعد حالة التذمر الشعبي والقبلي في مناطق سيطرتها، ورفض متزايد لسياسة التجنيد الإجباري التي تفرضها تحت مسميات متعددة.
ويرى مراقبون أن موقف قبائل خولان يمثل تحولًا نوعيًا في موازين القوى داخل محيط العاصمة، وقد يشكل حافزًا لقبائل أخرى لاتخاذ مواقف مشابهة، في ظل تنامي السخط الشعبي من ممارسات الجماعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news