أثار السماح لزعيم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، عبدالملك الحوثي، بالمشاركة في جلسات المؤتمر القومي العربي المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، عاصفة من الغضب والانتقادات الواسعة في الأوساط السياسية والإعلامية العربية، بعد أن تحوّل المؤتمر الذي تأسس على مبادئ العروبة والوحدة، إلى منبر لتلميع مشروع طائفي يخدم أجندات إيرانية.
وتداول ناشطون صوراً ومقاطع فيديو أظهرت قيادات قومية وناصرية، من بينها السياسي المصري حمدين صباحي، وهم يصغون لخطاب الحوثي عبر شاشة، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “سقوط مدوٍ للفكر القومي في أحضان المليشيا الطائفية”.
وفي كلمته المسجّلة، هاجم الحوثي من وصفهم بـ“الموالين لأمريكا”، مدعياً أن جماعته تمثل جبهة مقاومة ضد الغرب وإسرائيل، متباهياً بتنظيم ما قال إنها “نصف مليون فعالية داعمة لفلسطين” وتدريب أكثر من مليون شخص تدريباً عسكرياً تحت شعار “نصرة فلسطين”.
من جانبه، اعتبر القيادي القومي العربي ووزير الخارجية اليمني الأسبق عبدالملك المخلافي، في منشور له بتاريخ 8 نوفمبر 2025، أن ما جرى في بيروت يمثل “مهزلة كبرى وانحرافاً خطيراً عن مبادئ المؤتمر وأهدافه”، مؤكداً أن الحوثي يجسد “مشروعاً سلالياً وطائفياً معادياً لقيم الوحدة والحرية والعدالة والتحديث”.
وأضاف أن المؤتمر القومي العربي فقد منذ عام 2015 توازنه ودوره التاريخي، بعد أن انزلق نحو دعم المشاريع الطائفية المتماهية مع المشروع الإيراني الذي مزّق عدداً من الدول العربية، كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، ما أفقده استقلاليته ومصداقيته الفكرية.
وختم بالقول إن ما حدث في بيروت لا يمثل مجرد خطأ سياسي، بل “انحرافاً كاملاً عن المبادئ القومية وتحولاً للمؤتمر إلى منصة تخدم أجندات إقليمية لا علاقة لها بالمشروع العربي الجامع”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news