قلوب مكسورة ووطن منهار علی حافة الجوع
قبل 9 دقيقة
في اليمن، لم يعد الجوع مجرد حالة جسدية، بل أصبح فلسفة حياة. أكثر من عشرين مليون إنسان يقتاتون على الصبر، بينما تُنهب ثروات البلاد وتُصرف الولاءات في مزادات الخارج. لا طبقة وسطى تحفظ التوازن، إما غنى فاحش يسبح في بحور الامتيازات، أو فقر مدقع ينهش العظام.
الحزبية والعصبية مزّقت النسيج الوطني، وغياب القيادة الموحدة جعل من كل طرف دولة داخل الدولة. لم يعد للعلم مكان، ولا للأسرة صوت، ولا للمعلم هيبة. القدوة غابت، فغاب معها الأمل، وتحوّل المجتمع إلى كتل متنافرة، كلٌ يبحث عن خلاصه الفردي.
القيادات التي يفترض بها أن تحمي الوطن، باتت أدوات في يد الخارج. فهناك، الذي يحمل المشروع الانفصالي وغيرهم، لا يتحركون إلا وفق مصالح داعميهم. مجلس القيادة تحول إلى مسرح للنفوذ الإقليمي، لا صوت فيه لليمنيين، ولا قرار ينبع من إرادة وطنية خالصة.
الرواتب انقطعت، والموظفون والعسكريون باتوا في مواجهة قاسية مع الحياة، بلا دخل ولا ضمانات، بينما تتراكم الامتيازات في يد من لا يمثلون الشعب.
أما أنا، فقد بدأت أعزم على الهجرة. ليس هروباً، بل بحثاً عن حياة لا تُقاس بالذل. لم أغادر بعد، لكن فكرة الرحيل باتت تسكنني، تكبر في داخلي كل يوم، مع كل مشهد يختزل انهيار وطنٍ كان يوماً ما جميلاً. قلبي ما زال هنا، يئن تحت الركام، ينتظر معجزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news