تنظيم العمل الإعلامي خطوة نحو مهنية أعلى ومسؤولية
قبل 8 دقيقة
في ظل التطور السريع الذي يشهده الفضاء الإعلامي، وما رافقه من انتشار واسع للمنصات الإلكترونية ووسائل الإعلام المختلفة، تأتي خطوة مكتب الإعلام بمحافظة تعز بشأن تنظيم العمل الإعلامي وإصدار تراخيص وتصاريح مزاولة النشاط الإعلامي لتشكل خطوة مهمة في طريق ترسيخ المهنية والالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية في العمل الصحفي والإعلامي.
ورغم الأصوات التي اعتبرت القرار تقييداً لحرية الصحافة والتعبير، فإن القراءة الموضوعية للمبادرة تظهر أنها تهدف إلى التنظيم لا التقييد، وإلى ترتيب المشهد الإعلامي بما يضمن بيئة أكثر التزاماً ومسؤولية، بعيداً عن الفوضى التي قد تسيء إلى المهنة وإلى الرأي العام على حد سواء.
إن حرية الإعلام قيمة أساسية لا غنى عنها في أي مجتمع ديمقراطي، لكنها حرية مشروطة بالمسؤولية واحترام القوانين والأخلاقيات المهنية. ومن هنا، فإن إجراءات مكتب الإعلام في تعز تأتي استجابة لحاجة واقعية إلى ضبط الممارسة الإعلامية وضمان أن يعمل الصحفيون والمراسلون والمنصات الإعلامية ضمن إطار قانوني منظم، يحميهم ويحمي الجمهور من الأخبار الكاذبة أو التحريضية أو المسيئة.
كما أن إصدار التراخيص لا يعني فرض قيود، بل يهدف إلى تعزيز الثقة والمصداقية، حيث يتيح للمؤسسات الإعلامية العمل بشكل رسمي معترف به، ويساعد السلطات المحلية على التواصل والتنسيق مع وسائل الإعلام المعتمدة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على جودة المحتوى الإعلامي والخدمات المقدمة للمواطنين.
لقد أشار مكتب الإعلام بوضوح إلى أن هدفه هو "تنظيم العمل الإعلامي في المحافظة والتوجه نحو العمل بروح من الالتزام والمسؤولية ووفقاً لأحكام قانون الصحافة والمطبوعات وأخلاقيات المهنة الإعلامية"، وهو ما يتماشى مع القوانين الوطنية والمعايير الدولية التي تؤكد أن التنظيم المهني لا يتعارض مع الحرية، بل يحميها من الانتهاك وسوء الاستخدام.
إن الخطوة التي اتخذها مكتب الإعلام في تعز تستحق الدعم والمساندة من جميع العاملين في الحقل الإعلامي، ومنظمات المجتمع المدني، والهيئات النقابية، لما تمثله من بداية جادة لتصحيح المسار الإعلامي، وترسيخ ثقافة المهنية والشفافية في الأداء الإعلامي، بما يخدم المصلحة العامة ويعزز الثقة بين المواطن والمؤسسات الإعلامية.
وفي النهاية، يبقى الهدف الأسمى من هذه الإجراءات هو تطوير الإعلام المحلي وتحويله إلى قوة إيجابية فاعلة في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز الوحدة الوطنية، بعيداً عن الفوضى الإعلامية التي قد تسيء إلى قيم الحرية ذاتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news