اتفاق الرياض لم يسقط سهوًا من مخرجات حوار صنعاء، بل أسقطها عمداً كما تُسقط ورقةً فاسدة من تاريخٍ ملوّث، ذلك الحوار الذي زُيّن بألف راية وخرج منه الشمال أكثر شراهةً والجنوب أكثر احتراقًا، لم يكن مشروع دولة بل حفلة انتحال لوطنٍ مسروق، حاولوا إحراق الجنوب في لهب ما يسمى "الربيع العربي"، فاشتعلت صنعاء وسقطت الجمهورية، وبقي الجنوب وحده يتنفّس من بين الرماد كجسدٍ يرفض التحلّل.
اتفاق الرياض لم يُولد من بيان ولا من لجنة، بل من جغرافيا تعبُرها البنادق ورجالٌ يعرفون ثمن الأرض، كان اعترافًا صامتًا بأن الجنوب لم يعد ملحقًا في دفتر صنعاء، وأن القضية التي أرادوا دفنها بالضجيج عادت لتفرض لغتها على الخرائط لا على المنابر.
ذلك الجنوب الذي أرادوه هامشًا صار هو المتن، والذي أرادوه رمادًا صار هو الشرارة، لم ينتصر باتفاق، بل بانكسار خصومه في مرآة الوهم، ومن لا يقرأ ذلك، فلينظر إلى الجنوب كما هو اليوم .. فكرة نجت من الحرق، وسيفٌ خرج من غمد الصبر ليقول لمن خانه التاريخ إنّ الجنوب لا يُلحق، بل يُحترم أو يُخشى.
هذه هي المعركة المؤجلة في اليمن معركة التعريفات الكبرى .. الإخوان والحوثيين وجهان لعملة واحدة وأحزاب اليمن هي أدوات الزيف في لعبة تجميل الاحتلال اليمني للجنوب.
هذا وقت مهم للأجابات عن أسئلة الخيانة والغدر والمكر، من بعد تحرير عدن 2015 والمكلا 2016 هناك تحالفات غادرة وذئاب ماكرة تحالفت لإفشال هزيمة أذرع الإسلام السياسي لم يكن اتفاق الرياض إلا لحظة منح فيها الجنوب جزء يسير من استحقاق "الاستقلال الثاني".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news