تحلّ علينا اليوم الذكرى السادسة عشرة لرحيل رائد الفن التشكيلي في اليمن، الفنان الكبير هاشم علي، الذي غادر عالمنا في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، بعد مسيرة فنية حافلة أسهمت في رسم ملامح تطور الفن التشكيلي اليمني الحديث، بمختلف اتجاهاته ومدارسه، من الواقعية والتعبيرية والانطباعية والتكعيبية، وصولًا إلى أعمال الغرافيك، برؤية فنية وإنسانية أصيلة نابعة من وعي فكري عميق بتحولات الإنسان وتطلعاته.
ظلّ الفنان الراحل وفيًا لفنه حتى آخر لحظة في حياته، يرسم بإخلاص وتفرّغ نادرين، محتفيًا بالبسطاء الذين شكلوا روح لوحاته ووجدان تجربته التشكيلية، حاملًا بريشته هم الإنسان اليمني وأحلامه. كما سعى إلى تخليد الجمال والاحتفاء بالضوء رغم عتمة الواقع، فاتحًا بذلك بوابة الفن التشكيلي اليمني الحديث أمام جيل جديد من المبدعين الذين حملوا شعلة الجمال من بعده.
اليوم، ونحن نستعيد سيرته وإرثه الإبداعي، نُدرك كم كان الراحل هاشم علي مدرسة فنية وإنسانية متفرّدة، حملت في جوهرها قيم الإخلاص والصدق الجمالي، وجعلت من الفن رسالة إنسانية تعبّر عن الذات اليمنية في صمودها وشغفها بالجمال.
ومع الأسف، لا غرابة في غياب الاحتفاء الرسمي بهذه المناسبة في بلدٍ منكوب غُيّبت فيه الأنشطة الثقافية والفنية، إلا أن الفنان الراحل سيبقى حاضرًا في ذاكرة الفن اليمني، رمزًا للإبداع والإخلاص، وواحدًا من أبرز من أسسوا لهوية تشكيلية يمنية أصيلة تنتمي إلى الأرض والإنسان.
وعليه، نؤكد هنا أن إرث هاشم علي لا يقتصر على لوحاته فحسب، بل يمتد إلى تأثيره العميق في وعي الأجيال الجديدة من الفنانين الذين تتلمذوا على رؤاه وتأثروا بتجربته الصادقة. ومن الواجب الثقافي اليوم أن يُعاد توثيق أعماله ومعارضه وسيرته في إطار مشروع وطني شامل، يعيد الاعتبار لتاريخ الفن التشكيلي اليمني وروّاده، وفاءً لمن أضاءوا الطريق بريشاتهم وأحلامهم.
هاشم علي (1945 – 2009)
رائد الفن التشكيلي اليمني الحديث، وُلد في إندونيسيا عام 1945 لأبوين يمنيين من حضرموت، وعاد إلى اليمن وهو في العاشرة من عمره، ليقيم معرضه الأول عام 1967 في مدينة تعز التي استقر فيها. عُرف بريشته التي حملت وجع الإنسان اليمني وجمال روحه، وشارك في معارض داخل اليمن وخارجها. أسس مرسمًا للفنانين الشباب، وكان من أبرز من رسّخوا الهوية التشكيلية اليمنية الحديثة. رحل في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا يشهد على إبداعه وصدق رسالته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news