كشفت دراسات علمية عن وجود علاقة بين تفضيل لون محدد والإصابة بأمراض نفسية بينها الاعتلال النفسي والاكتئاب.
ففي دراسة حديثة، اتضح أن المصابين بالاعتلال النفسي - رغم برودهم العاطفي المعروف - ينجذبون إلى اللون الأزرق بشكل لافت، وكأنهم يبحثون عن مهدئ نفسي لاضطراباتهم الداخلية.
غير أن هذه التفسيرات الإيجابية تخفي حقيقة أخرى، فالأزرق يمكن أن يعبر أيضا عن مشاعر الحزن والوحدة، خاصة بين غير المستقرين نفسيا.
ويلاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب أو الحاجة الماسة للسيطرة ينجذبون بقوة إلى اللون الأزرق، وكأنهم يستخدمونه كـ"مهدئ نفسي" طبيعي لمواجهة اضطراباتهم الداخلية.
ويوضح نيميروف هذه الثنائية بقوله: "نفسيا، يمثل الأزرق جانبا حاسما في المشهد العاطفي للإنسان. فهو يرمز للسعادة كما في السماء الصافية، ويشير في الوقت نفسه إلى الحزن كما في أغاني البلوز. إنه اللون الأكثر قدرة على احتواء المشاعر المتناقضة".
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة تدرس منذ عقود، إلا أنها اكتسبت انتشارا واسعا مؤخرا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الناس يتساءلون عن دلالات الألوان المفضلة.
والأمر الأكثر إثارة أن الدراسات كشفت أن المصابين بالاعتلال النفسي، رغم وصفهم بالبرود العاطفي، قد يفضلون الأزرق بسبب معاناتهم الخفية من اضطرابات نفسية. فقد اكتشف فريق بحثي دولي أن هؤلاء الأشخاص، رغم مظهرهم الهادئ والمنفصل، يحملون أدمغة مهيأة للقلق والاندفاع.
وهذا التوتر الدفين، إلى جانب سمات الشخصية المظلمة، قد يخلق عاصفة عاطفية داخل المصابين بالاعتلال النفسي. وهم غالبا ما يجسدون ما يسمى "بالثالوث المظلم" للشخصية، الذي يجمع بين البرود العاطفي والاندفاع (الاعتلال النفسي)، والدهاء والتلاعب (المكيافيلية)، والانشغال بالذات (النرجسية).
ورغم الصورة النمطية عنهم كآليين بلا مشاعر، إلا أن دراسة حديثة في فبراير 2025 كشفت أنهم يعانون من العزلة والاكتئاب. وقد وجد الباحثون أن ارتفاع معدلات الاعتلال النفسي والمكيافيلية يرتبط مباشرة بأعراض الاكتئاب، بينما لا يظهر المصابون بالنرجسية نفس المعدلات.
وهذه النتائج تشير إلى أن تفضيل اللون الأزرق قد يكون نافذة نادرة نطل من خلالها على العالم العاطفي المضطرب للمصابين بالاعتلال النفسي، وتكشف أن وراء مظهرهم البارد يختبئ معاناة نفسية حقيقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news