في شهادة مثيرة ومليئة بالتفاصيل الخطيرة، كشف أحد الناجين من حادث حافلة "العرقوب" المأساوي، الذي أودى بحياة عدد من الركاب الأبرياء، عن مؤشرات تحذيرية جرى تجاهلها قبل وقوع الكارثة، مما يثير تساؤلات جوهرية حول الإهمال وغياب صيانة وسائل النقل البري.
الناجي، الأخ
محسن مهدي الجنيدي
، الذي نجا مع أسرته بعد نزولهم في مديرية
مودية
، قدّم رواية حصرية لـ"ثابت بن لقور" تناول فيها اللحظات الحرجة التي سبقت الحادث، محذّرًا من أن "رائحة الحريق كانت واضحة منذ الانطلاق من الرياض".
رائحة الحريق منذ البداية… والركاب يُطمَّنون!
أوضح الجنيدي أن الرحلة انطلقت من محطة النقل الجماعي في حي
العزيزية بالرياض
، لكنه لاحظ منذ الساعات الأولى من الرحلة وجود "رائحة حريق" غريبة. وعندما استفسر الركاب عن مصدرها، جاءهم الرد من طاقم الحافلة:
"
هذه رائحة البواش أو القماش الخاص بالفرامل، وسنُغيّرها عند الوصول إلى العبر
".
وأشار إلى أن إحدى الراكبات، التي وصفها بـ"المتضايقة جدًّا من الرائحة"، قررت النزول في وجهتها المقررة في
شرورة
، لتكون بذلك محظوظة بالنجاة من الكارثة لاحقًا.
سائق جديد… وموقف خطير يُنجي الحافلة مؤقتًا
وبعد وصول الحافلة إلى
العبر
، جرى تغيير السائق الأصلي الذي قاد المركبة من الرياض، ليتولى سائقٌ آخر القيادة. ولفت الجنيدي إلى أن السائق الجديد كان "
زعلان من وضع الفرامل
"، وتم الاتفاق على إصلاحها فور وصول الحافلة إلى
عتق
.
"لكن هذا الإصلاح لم يحدث أبدًا"، قال الجنيدي بأسى.
وأضاف أن الحافلة كادت تتعرض لحادث مماثل في منطقة
النقبة
قبل وصولها إلى موقع الكارثة، لولا "لطف الله" الذي أنقذ الركاب حينها.
شهادة أخلاقية… رغم المأساة
ورغم الكارثة المروّعة، لم ينسَ الجنيدي أن يُشيد بأخلاق طاقم الحافلة، قائلًا:
"
تعامل السائقين كان في منتهى الأخلاق والأدب والاحترام، ولا يرفضون لأي راكب طلب. الله يرحمهم
".
توضيح مهم: لا صحة لخروج أسرة من يافع في عتق
وفي سياق تصحيحي، نفى الجنيدي ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي عن نزول أسرة من
يافع
في مدينة عتق بسبب خلل في الفرامل، مؤكدًا أن الأسر الوحيدة على متن الحافلة كانت
أسرته التي نزلت في مودية
، و
أخرى نزلت في شرورة
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news