في محطةٍ جديدة تعكس حضور الجالية اليمنية المتنامي في الولايات المتحدة، انتُخب المهندس آدم الحربي عمدةً لمدينة هامترامك بولاية ميشيغن، ليُسجّل اسمه كثاني أمريكي من أصولٍ يمنية يتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد، خلفاً للعمدة السابق الدكتور عامر غالب الذي شقّ الطريق أمام هذا الحضور اليمني في العمل العام.
وبحسب النتائج غير الرسمية الصادرة عن مكتب كاتب المدينة، حصل الحربي على 44.5٪ من الأصوات (2,009 أصوات) مقابل 44.3٪ لمنافسه البنغلاديشي الأصل موهيث محمود (1,998 صوتاً)، في سباق انتخابي وُصف بأنه من أكثر المنافسات المحلية سخونة هذا العام.
وكان الحربي قد تصدّر الانتخابات التمهيدية في أغسطس الماضي بنسبة 54٪ من الأصوات، متقدماً على جميع المرشحين، قبل أن تنضم المرشحة الإضافية لين بليزي كمرشحة بالكتابة وتحصل على 11.1٪ من الأصوات، ما جعل السباق العام أكثر تقارباً وإثارة.
ويخلف الحربي العمدة السابق عامر غالب، الذي كان أول يمني يتولى المنصب عام 2021، قبل أن يرشحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخراً لمنصب سفير الولايات المتحدة في الكويت.
وفي كلمته أمام أنصاره عقب إعلان النتائج، شكر الحربي فريق حملته والمتطوعين والناخبين الذين دعموا رؤيته لتطوير المدينة، مستشهداً بقصة سيدة مسنّة في الثمانين من عمرها "سارت مسافة طويلة لتُدلي بصوتها لأنها آمنت برسالتنا".
وقال الحربي: "التقيت خلال الأشهر الماضية بالكثير من أبناء المدينة في بيوتهم وفعالياتهم ودور العبادة، واستمعت إلى همومهم. أعدهم بأن أبذل كل ما في وسعي لحلّ القضايا التي تهمهم".
وأكد أن مدينة هامترامك — التي تضم خليطاً من اليمنيين والبولنديين والبنغاليين والبوسنيين والأوكرانيين — تمثل نموذجاً للتنوع والوحدة، مضيفاً:"نحن في قارب واحد وسنبحر معاً نحو مدينة أفضل وأكثر ازدهاراً".
ولم يُغفل الحربي الإشارة إلى التحديات الإدارية التي تواجه المدينة، قائلاً: "التزوير الانتخابي موجود فعلاً في هذه المدينة، وسنعمل على مواجهته، وسنضمن أن تظهر هامترامك في الأخبار لأسباب إيجابية فقط".
وُلد آدم الحربي في محافظة إب باليمن، وهاجر في طفولته مع عائلته إلى الولايات المتحدة ليستقر في مدينة هامترامك، حيث نشأ وتعلّم في مدارسها العامة قبل أن يتخرج من جامعة واين ستيت بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والحاسوبية.
عمل الحربي سابقاً في وزارة شؤون المحاربين القدامى، ويشغل حالياً وظيفة مهندس في وزارة التجارة المحلية، كما خدم عضواً في لجنة الاستئناف البلدية في هامترامك بين عامي 2017 و2023.
ويحظى باحترامٍ واسع في الأوساط المحلية لما يُعرف عنه من انفتاحٍ على المكونات الثقافية والدينية المتنوعة في المدينة، مؤكداً دوماً أنه "ليس مرشحاً يمنياً أو مسلماً فقط، بل مرشحاً لكل سكان هامترامك".
ركز الحربي في برنامجه على تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، خصوصاً شبكات الصرف والمياه التي وُصفت بأنها "متدهورة منذ أكثر من ستين عاماً"، إلى جانب خططٍ لتعيين كاتب منح بدوام كامل لجذب التمويل الخارجي، وتحسين مظهر المدينة العام لتكون أكثر جذباً للسكان والمستثمرين.
ويطمح الحربي إلى أن تكون هامترامك "منارةً للتعاون والتفاهم بين جميع مكوناتها"، قائلاً إن المدينة الصغيرة، التي لا تتجاوز مساحتها ميلين مربعين، "تمثل العالم في مصغره".
يُعد فوز آدم الحربي استمراراً لمسار النجاح الذي حققه اليمنيون الأمريكيون في المشهد السياسي الأمريكي، بعد تجربة الدكتور عامر غالب، ويُنظر إليه كجزء من جيل جديد من أبناء الجالية اليمنية "أكثر انخراطاً ووعياً" بقضايا المواطنة والمشاركة العامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news