أكد رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني"، أن العراق ملتزم بوضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة، إلا أن ذلك لن يكون ممكنًا طالما بقي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، والذي تعتبره بعض الفصائل قوة احتلال.
وقال السوداني في مقابلة له مع "رويترز"، نشرت تفاصيلها الثلاثاء 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، إن هناك خطة لا تزال قائمة لخروج التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية من العراق بحلول سبتمبر/أيلول 2026، في ظل تراجع كبير للتهديد الذي تشكله الجماعات المتشددة، مضيفًا: "داعش غير موجود في بغداد".
وأشار إلى أن الانسحاب المرحلي للقوات الأمريكية بدأ هذا العام، مع توقع الانسحاب الكامل بنهاية العام المقبل، مؤكدًا أن الوضع العراقي مختلف عن لبنان فيما يتعلق بالجماعات المسلحة غير التابعة للدولة.
وتأتي تصريحات السوداني في وقت يحاول فيه العراق تحقيق توازن حساس لنزع سلاح جماعات مدعومة من إيران، في ظل ضغط من الولايات المتحدة التي قالت إنها تود من السوداني تفكيك جماعات مسلحة مرتبطة بالحشد الشعبي، وهي جماعة تنضوي تحت لوائها فصائل شيعية أخرى.
وبدأت القوات الأمريكية التواجد العسكري في العراق عام 2003 بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، والذي أسفر عن الإطاحة بنظام الرئيس "صدام حسين".
وكان الغزو مبررًا رسميًا بحسب واشنطن على أساس وجود أسلحة دمار شامل، وهو ما تبين لاحقًا أنه غير صحيح، ما أثار جدلًا واسعًا دوليًا ومحليًا حول شرعية ونتائج التدخل الأمريكي.
وبعد سنوات من القتال والاحتلال، تحول التواجد الأمريكي إلى ما يُعرف بـ "التمركز الاستشاري والدعم اللوجستي"، حيث ركزت القوات الأمريكية على تدريب الجيش العراقي، وتقديم الدعم الاستخباري والعملياتي في مواجهة تنظيمات مسلحة، أبرزها تنظيم داعش.
ورغم ذلك، استمر وجود القوات الأمريكية في قواعد عسكرية ومناطق استراتيجية، ما أثار شعورًا واسعًا بالرفض لدى شرائح من الشعب العراقي والفصائل المسلحة، التي تعتبر هذا التواجد انتهاكًا للسيادة الوطنية.
وتكررت حوادث استهداف القواعد الأمريكية والصاروخية داخل العراق من قبل فصائل مسلحة مقربة من إيران، والتي كانت تُعبّر عن رفضها للوجود العسكري الأمريكي.
وأدى هذا الرفض إلى تصاعد المطالب السياسية الرسمية والشعبية بسحب القوات الأجنبية، لا سيما بعد انتهاء المهمة القتالية الكبرى للولايات المتحدة في العراق رسميًا عام 2011، ثم العودة الجزئية خلال فترة ظهور داعش عام 2014.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news