تواجه جزيرة سقطرى اليمنية، الواقعة في المحيط الهندي ، خطر انقراض شجرة دم الأخوين (Dragon’s Blood Tree)، أحد أبرز رموز الجزيرة البيئية والثقافية، نتيجة التغير المناخي والضغوط البيئية المتزايدة.
وتتميز سقطرى بتنوعها البيولوجي الفريد، إذ لا يوجد أكثر من ثلث أنواع النباتات في الجزيرة في أي مكان آخر على الأرض.
ويعدّ دم الأخوين من الأشجار التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 500 عام، وهو معروف بمظلته الكروية وعصيره الأحمر الذي استخدم عبر القرون في مستحضرات التجميل والأدوية والأصباغ. كما تلعب هذه الأشجار دوراً محورياً في النظام البيئي، حيث تساعد على توجيه الرطوبة من الضباب إلى التربة لدعم نمو النباتات الأخرى.
وفي مقابلة مع شبكة PBS الأمريكية، تحدث جون يانغ مع مراسلة وكالة أسوشيتد برس لشؤون المحيطات والمناخ، أنيكا هاميرشلاغ، حول التحديات التي تواجه هذه الأشجار.
وقالت هاميرشلاغ إن الجزيرة تبدو وكأنها “من خارج كتاب خيالي”، مشيرة إلى النباتات الغريبة والمناظر الطبيعية الفريدة التي تشمل الكهوف، والوديان، والكثبان الرملية، وأشجار الزجاجة وأشجار اللبان، إضافة إلى دم الأخوين.
وأضافت أن الأعاصير المتكررة في بحر العرب خلال العقد الماضي أدت إلى اقتلاع آلاف الأشجار، وتهدد الشتلات الصغيرة الماعز المنتشر في الجزيرة، مما يعرّض الجيل الجديد من الأشجار للخطر قبل أن يتمكن من النمو.
وأشارت هاميرشلاغ إلى أن النمو البطيء لهذه الأشجار، الذي يبلغ حوالي بوصة واحدة في السنة، يزيد من صعوبة استعادتها.
إضافة إلى التهديدات المناخية، تواجه جهود الحفاظ على الشجرة تحديات سياسية واقتصادية، إذ يعاني اليمن من صراع طويل ونقص الموارد اللازمة لدعم برامج الحفظ. وقال محلل أمني في سقطرى إن “اليمن لديه 99 مشكلة الآن، ومعالجة قضايا المناخ ستكون ترفاً”.
ورغم هذه الصعوبات، يبذل السكان المحليون جهوداً ملحوظة للحفاظ على شجرة دم الأخوين. فعائلة الكاباني، على سبيل المثال، تدير مشتلها الخاص وتبني حظائر بسيطة لحماية الشتلات من الماعز، وتعبر عن ارتباط شخصي وعاطفي عميق بهذه الأشجار، معتبرين موتها كفقدان أحد أفراد الأسرة.
ويؤكد خبراء أن انقراض شجرة دم الأخوين لن يكون مجرد خسارة رمزية، بل سيؤدي إلى تراجع التنوع البيولوجي في الجزيرة، ويؤثر على السياحة التي يعتمد عليها جزء من سكان سقطرى اقتصادياً. ويعتبر الحفاظ على هذه الأشجار اليوم أمراً بالغ الأهمية لضمان بقاء الجزيرة وثراء نظامها البيئي الفريد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news