العربي نيوز:
باغت المواطنون المطحونون بتداعيات الحرب المتواصلة للسنة الحادية عشرة، على احوالهم المعيشية الصعبة حد مواجهة الجوع، المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية، بخروج غاضب وغير معتاد، على اعتداءات المليشيا وفسادها، ويطالب بإسقاط سلطات المليشيا الفاسدة والمستبدة في محافظة ابين.
وشهدت مدينة زنجبار، في محافظة أبين، السبت (1 نوفمبر) تظاهرة شعبية حاشدة، تنديدا بفساد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، ورفضا لجبايتها اتاوات غير قانونية على المواطنين وشاحنات النقل، وتدهور الاوضاع العامة والخدمية في المحافظة.
رددت حشود المواطنين المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية، هتافتا ورفعوا لافتات تدين استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وتطالب الحكومة ببسط نفوذها في المحافظة وسرعة صرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين، المتأخرة للشهر الخامس.
وفي حين طالب المواطنون المحتجون مطالبتهم الحكومة بإيجاد حلول عاجلة لانهيار الخدمات الأساسية في المحافظة، فقد طالبوها ببسط نفوذها على المحافظة وإيقاف الجبايات غير القانونية من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في نقاط التفتيش المنتشرة على طول الطرق العامة.
جاءت هذه التظاهرة الاحتجاجية عقب يومين على إعتقال وزارة الداخلية ضابط وجنود نقطة تفتيش "الفيض" في مديرية لودر، إثر تداول مقطع فيديو يوثق اعتداءهم على سائق شاحنة نقل مصري لإرغامه بدفع اتاوات مالية غير قانونية، ما فجر موجة غضب شعبي واسع.
تفاصيل:
اعتقال ضابط ارتكب فضيحة! (فيديو)
والخميس (30 اكتوبر)، شهدت محافظة ابين تظاهرة حاشدة لقبائل المحافظة، جددت مطالبتها مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، بالكشف عن مصير المختطف لديها منذ منتصف العام 2024م، المقدم علي عبدالله عشال الجعدني، قائد كتيبة الدفاع الجوي في ابين، وجميع المخفيين.
التظاهرة الشعبية الحاشدة في مخيم الاعتصام السلمي بمدينة زنجبار في محافظة أبين، طالب الحكومة والمجتمع الدولي بالضغط للكشف عن مصير المخفيين بسجون مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وفي مقدمهم علي عشال الجعدني وأبو أسامة السعيدي والكبي القيناشي، وغيرهم.
كما طالب المواطنون المحتجون المنظمات الحقوقية والإنسانية، المحلية والاقليمية والدولية، بالضغط والتحقيق في انتهاكات وجرائم مليشيا "مكافحة الارهاب" التابعة إلى "الانتقالي الجنوبي"، المتمثلة في جرائم خطف واخفاء قسري وتصفيات جسدية، ومحاسبة جميع المسؤولين عنها.
وأشاد بيان صادر عن اللجنة التحضيرية لمليونية المختطفين والمخفيين قسرا، بالحشود المشاركة في التظاهرة من كل مديريات أبين رغم اجراءات منع تدفقهم من مليشيا "الحزام الأمني" وقوات محور أبين وجحافل تعزيزات "الانتقالي" من عدن بهدف "إسكات صوت الحق في أبين".
مؤكدا أن "التقطع للمواطنين المسالمين عمل جبان وغير مسؤول لا يمثل اخلاق وعادات ابناء أبين ودخيل على المجتمع" ومنع المواطنين الذي يريدون المشاركة في قضية المخفيين من ابناء أبين في "القضية العادلة التي تمس كرامة أبناء أبين عامه ولا يعارضها الا مسلوب الكرامة".
ودعا البيان، أبناء محافظة أبين إلى "الوقوف وبحزم أمام استفزازات واعتداءات مليشيا الحزام الأمني التي تمس كل حر في أبين". وطالب اجهزة الأمن والقضاء بـ "استكمال التحقيقات بشكل عاجل وكشف الحقيقة لإحقاق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الاختطاف والاخفاء".
يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل:
الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل:
غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news